من اربيل الى آمد .. رسائل محملة بالسلام.. جولة جمعت بين العمل الرسمي، والفضول الصحفي
محمد زنكنة
لديار بكر في حياتي محبة خاصة، لانها المدينة الاولى التي زرتها من خارج حدود اقليم كوردستان والعراق بشكل عام حيث، في عام 2005 وعندما كانت العلاقات بين الاقليم وتركيا يشوبها الكثير من التوتر بسبب الموقف من سقوط النظام البائد والموقع الدستوري والقانوني لحكومة الاقليم في الدستور العراقي، وفي احدى ندوات مركز كاوة الثقافي والتي خصصت لسيدات اعمال قادمات من دياربكر وبعد ان شاركت بمداخلة وباللغة التركية، طلبت سيدة الاعمال الراحلة السيدة فردا جميل باشا ان اسارع في اصدار جواز سفر وفي اسرع وقت لاشارك في اكبر معرض تجاري في دياربكر، وفعلت ذلك فعلا وسنحت لي الفرصة لاتواجد في ذلك المعرض الذي حضره عدد كبير من المسؤولين ورجال الاعمال من اقليم كوردستان والعراق وما لايقل عن 300 شخص من اعضاء الغرف التجارية في عموم محافظات العراق، في تلك الفترة لم تكن المشاركة باسم اقليم كوردستان بهذه السهولة ولكن التحدي كان سيد الموقف واستطيع القول بان غرفة تجارة اربيل وضعت في ذلك الوقت اساسا قويا لهذه العلاقة التي نراها اليوم. وفي عام وبعد فترة طويلة وتحديدا في عام 2002 سنحت لي ذات الفرصة لمرافقة وفد تكون من محافظات الاقليم والغرف التجارية والمديريات العامة للسياحة واتحاد الغرف التجارية لاتواجد في ذات المعرض وكان الوفد برئاسة الاخ اوميد خوشناو محافظ اربيل، وفي هذا العام ايضا تكررت ذات الفرصة مع وفد من محافظة اربيل، لكن الزيارة في هذا العام كانت اكثر شمولا واكثر نشاطا وتناولت العديد من المواضيع وخصوصا، عملية السلام في تركيا والاوضاع في المدن الكوردية فيها بعد الانتخابات البلدية الاخيرة.
ترحيب حار بحكومة اقليم كوردستان
وفي هذا العام ايضا وجهت الدعوة لمحافظة اربيل للمشاركة في المعرض، والذي اختص على موضوع الزراعة فقط ، تراس الوفد الاخ اوميد خوشناو محافظ اربيل ورافقه عدد من المسؤولين من نواب برلمان كوردستان ومسؤولين اداريين وحكوميين بالاضافة الى غرفة تجارة اربيل وعدد من رجال الاعمال. انطلق الوفد في التاسع والعشرين من نيسان الماضي من اربيل الى دهوك وصولا الى معبر ابراهيم الخليل الدولي في زاخو ومن هناك نحو آمد-ديار بكر، بعد اتمام الاجراءات من جانب اقليم كوردستان مدير الجمارك في الجانب التركي رحب بالوفد ترحيبا حارا وابدى استعداده لاي تعاون ومساعدة لرئيس واعضاء الوفد، ومن البوابة الحدودية حضر رئيس واعضاء غرفة تجارة الجزيرة (جزيرة بوتان) لاستقبال الوفد محملين بباقة من الورود ورافقونا لحين الوصول الى دياربكر وكانوا من ضمن المشاركين في المعرض والمدعوين له.
الرحلة كانت سهلة لم نلق خلالها اية صعوبات، على العكس من ذلك، اتذكر باننا وفي عامي 2005 و 2006 كنا ننتظر (على الرغم من كوننا ضمن وفد رسمي)، لما لايقل عن 10-12 ساعة وتجمع الجوازات ثم نتجمع في نقطة معينة وينادي الضابط على اصحاب الجوازات ثم تنطلق الرحلة نحو المكان المقصود، في تلك الفترة لم يكن لتركيا قنصلية في اربيل وكانت الاجراءات مركزية لم تكن تفرق بين زوار رسميين وغير رسميين، الحساسية كانت مستمرة بل وكانت في اقبح صورة.
وصلنا لدياربكر بعد التاسعة مساءا واستقبلنا رئيس غرفة التجارة والصناعة في ديار بكر محمد قايا، ولقايا صداقات قوية وعلاقات واسعة برجال الاعمال والغرف التجارية في الاقليم واستطيع ان اقول بانه احد من اسس لهذه العلاقة القوية وفي جميع الجلسات والاجتماعات وحتى التصريحات الاعلامية مع الجانبين الكوردستاني والتركي كان دوما ومازال يؤكد على ضرورة ان تكون هناك سياسة قوية لبقاء تجارة قوية واقتصاد قوي وهو من الداعمين لوجود علاقة قوية مع اقليم كوردستان والعمل بشكل مباشر مع حكومة اقليم كوردستان لان المشاكل التي من الممكن ان تواجههم في بغداد من الطبيعي جدا ان تعيق عملهم ومايهدفون اليه لذلك من المهم جدا ان يكون التعاون مباشرا مع حكومة الاقليم.
اغلب المتواجدين في الفندق ممن كانوا يسمعوننا نتحدث بالكوردية وبلهجة مختلفة كانوا يتوجهون الينا بكل ترحاب ويسلموا علينا وخصوصا من ابناء اورفا وغازي عنتاب ووان، احد من تحدث معي من مدينة وان استذكر المساعدات الانسانية التي وصلت من مؤسسة البارزاين الخيرية والكرافانات التي حملت صور البارزاني الخالد وبين بان والده مازال يحتفظ بالجزء الذي يحمل الصورة ويتفاخر بها امام اصدقائه.
الوالي لم يحضر
افتتح المعرض في الثلاثين من نيسان الماضي، وفي صباح اليوم تحضرنا بكل نشاط لنصل للمعرض في الوقت المناسب، وصلنا قبل بداية المعرض بساعة، وكان الاستقبال بكل ود من قبل رؤوساء واعضاء الغرف التجارية والمسؤولين الاداريين في المدينة والرؤوساء المشتركين للبلديات وعدد من النواب الكورد في برلمان تركيا، الاحتفاء بوفد الاقليم كان منقطع النظير من قبل الجميع وكل الحضور كانوا فرحين بوجود وفد يحمل اسم حكومة اقليم كوردستان، السياسي الكوردي المخضرم احمد ترك والذي انتخب مؤخرا رئيسا مشتركا لبلدية ميردين (ماردين) والذي يعتبر احد سياسيي الرعيل الاول في الحركة النضالية الكوردية بتركيا كان من اوائل المستقبلين لوفد الحكومة ترافقه شريكته في المنصب الطبيبة، الفنانة، الاعلامية الايزيدية ديفرم دمير.
ترك كان فرحا جدا بوجود محافظ اربيل وبين للمحافظ بانه ينتظر الغاء قرار منع السفر عنه ليتسنى له زيارة اقليم كوردستان واللقاء بالرئيس مسعود بارزاني والقيادات السياسية في الاقليم ورئاسة الاقليم والحكومة.
وبعد اقل من ساعة بدات المراسيم والتي لم تحضرها اية قناة اعلامية تركية وبكل اسف لعدم وجود الوالي (والي دياربكر)، وكان مقررا ان نلتقي به ضمن مقررات البرنامج الخاص بزيارة وفد حكومة الاقليم الى دياربكر لكن هذه الزيارة ايضا لم تحصل على العكس من الزيارة الاخيرة قبل عامين والتي التقى وفد الاقليم بالوالي وكان اول الحضور الى المعرض قبل صدور قرار اقالته، ولكن في تركيا النظام يختلف عن بقية الدول، حيث يولى الاهتمام الجماهيري برؤوساء البلدية بشكل اكبر لانهم ينتخبون من قبل الشعب والوالي يعين من قبل الحكومة على الرغم من ان الوالي هو رئيس الوحدة الادارية المسؤول عن البلديات، وكما علمت بان الوالي الحالي لدياربكر معين بالوكالة لحين صدور قرار بتعيين من يمارس هذه المهام بشكل رسمي، وعلى الرغم من تكرارنا لسؤال عدم حضور الوالي الا اننا لم نتلق الجواب حول هذا الموضوع.
اغلب الكلمات التي القيت في المراسيم كانت باللغة الكوردية، والكلمتين التي القيتا من قبل محافظ اربيل ورئيس الغرفة التجارية لاقتا ترحيبا كبيرا واستقبل صاحبيها من قبل الحضور بتصفيق حار، وخصوصا محافظ اربيل والذي استهل كلمته بتقديم تحيات واحترام رئيس حكومة اقليم كوردستان مسرور بارزاني، وبمجرد الحديث عن دور الرئيس بارزاني حول المصالحة العامة في تركيا وبدء عملية السلام هجت القاعة مرة اخرى بالتصفيق، وازدادت حدة التصفيق مع تهنئة المحافظ لنادي امد سبور الرياضي لكرة القدم بمناسبة صعودهم لدوري الدرجة الاولى في تركيا واهدي وشاحا للنادي في هذه المراسيم.
الحديث عن العلاقة مع اقليم كوردستان وذكر كلمة اقليم كوردستان كانت بشكل اكثر علنية من ذي قبل حيث كان اسم الاقليم يذكر بمصطلح (شمال العراق – كوزي عراق) او (الادارة الكوردية في شمال العراق – كوزار عراقته كورد يونتمي)، ولاحظت من الكلمات التي القيت من قبل النواب الكورد ورؤوساء البلديات المشتركين شيئا من التحدي وخصوصا للنظام الذي طبق في تعيين رؤوساء البلديات، لكن الحديث عن السلام في المنطقة كان نقطة مشتركة لجميع المتحدثين.
لا لنظام القيم
لجات الحكومة التركية في السنوات الماضية الى نظام تعيين القيم او كما يسمى بتركيا بـ(القيوم) لممارسة مهام رئاسة البلدية، وكان هذا النظام قد لاقى امتعاضا كبيرا في المحافظات الكوردية وتسبب بالكثير من المشاكل والتاخير في تنفيذ العديد من المشاريع التي كانت تريد هذه المحافظات تنفيذها، لتاتي الانتخابات الاخيرة للمجالس البلدية وبنظام الرئاسة المشتركة وتغير الواقع السابق، وعلى الرغم من الكثير من التحديات وخصوصا في محافظة وان، لكن المظاهرات التي قادتها السياسية الكوردية المعروفة ليلى زانا كانت سببا في تراجع الحكومة عن الاجراءات التي كانت تنوي اتخاذها بحق الرؤوساء المنتخبين للبلديات في المدن الكوردية بتركيا، حيث ارادت الحكومة سلب مقعد رئاسة بلدية وان من رئيسها المنتخب عبدالله زيدان، في جميع الاجتماعات واللقاءات الجميع كانوا مستائين من هذا النظام الذي لم يعجب المواطنين لانه تسبب في ايقاف الكثير من المشاريع التي كانت البلديات تنوي تنفيذها في المدن الكوردية ولم تستطع بسبب وجود من لايستطيع اتخاذ القرار لذلك اكد كل من التقينا بهم بان هذا النظام مرفوض تماما وان قررت الحكومة اعادته من جديد سيشهد الشارع في المدن الكوردية انفجارا لن تتمكن الحكومة من السيطرة عليه في وقت اصبح فيه الشعب على دراية تامة بما تريده الحكومة، ومع ذلك كان محافظ اربيل يؤكد دوما بان الهدوء يجب ان يكون هو الحل الوحيد للمشاكل لان الحروب والعنف لم يحققا اية نتائج.
عملية السلام يجب ان تستمر
اثناء مراسيم افتتاح المعرض بين محافظ اربيل بان عملية السلام في تركيا يجب ان تستمر وان تاخذ مناحي اكثر ايجابية وتنفذ بحذافيرها وان تخضع جميع الاطراف المعنية بهذه العملية الى مايتم الاتفاق عليه في هذا الاطار وبين بان الرئيس مسعود بارزاني كان دوما ومازال ينصح باتباع الاساليب السياسية لحماية الديمقراطية وضمان حقوق الانسان والخروج من المشاكل العويصة التي تعاني منها تركيا باقل ضرر، واثناء الكلمات التي القيت من قبل النواب ورؤوساء البلديات والحضور لم تغب مسالة السلام والمصالحة عن الحديث وخصوصا ان تركيا اليوم تمر بمرحلة مختلفة بعد الانتخابات الاخيرة لمجالس البلديات والنتائج التي افرزتها هذه العملية.
واثناء الاستراحة سالني احد رجال الاعمال من الحضور في مراسيم افتتاح المعرض وهو من احدى قرى دياربكر: هل تعتقد فعلا بان السلام سيعم في هذه المنطقة؟ قلت : ولم الشك في هذا الموضوع؟ اجاب : اتذكر بان الرئيس مسعود بارزاني تدخل ولاكثر من مرة كعامل خير ومساعد للسلام والتقارب بين الكورد وعموم المواطنين في تركيا واتذكر عندما قال في دياربكر باننا لانريد ان نرى اراقة للدماء بين الشعبين الكوردي والتركي ولكن، هناك من يتربص دوما لهذه الخطط الرامية الى السلام من كلا الطرفين، الحزب الحاكم والاطراف الاخرى التي لاتريد السلام وللاسف في كلا الجانبين اشخاص يريدون ان يغتنوا ويستفيدوا ماديا من الحروب دون ان يفكروا بان الحرب لن نجني منها الا مزيدا من الخسائر، لان الاحصائيات بينت بان نسبة التبادل التجاري بين العراق وتركيا قلت بمقدار ملياري دولار وكل ذلك بسبب التوترات السياسية في المنطقة، هل يعقل ان نقبل بهذا الوضع؟
اخذت لحظات صمت مع نفسي وفكرت قليلا بالكلام الذي سمعته من شيخموس، رجل الاعمال الذي تحدث لي بحسرة وكنت اريد ان ارد على كلامه لكنه قاطعني وقال : مازلت واثقا بان كاك مسعود سيلعب دورا مهما وعظيما في تقريب وجهات النظر لانه شخص لايحمل الاحقاد ولايرجح كفة على اخرى ولايميل لاتجاه على حساب اخر، مسعود بارزاني هو الضمان الوحيد لاستمرار عملية السلام.
ضرورة استمرار الحركة الاقتصادية
سارة بوجاك ودوغان خاتون، الرئيسين المشتركين لبلدية دياربكر، استقبلا وفد حكومة اقليم كوردستان بكل حفاوة، وفي اولى اطراف الحديث، اكد الرئيسين على ان الحركة الاقتصادية هي احدى اقوى الضمانات لبقاء الحركة بين البلدين وستكون ذات فائدة كبيرة للمواطنين، الاشادة بطبيعة المنطقة وثرواتها الطبيعية والبشرية كانت من اهم النقاط التي ركز عليها الرئيسين وخصوصا من النقطة الممتدة من شرناخ وصولا لاخر نقطة من وان والتي تشتهر بطرقها المنبسطة وسهولة الانتقال والعلاقات القوية التي تربط الكورد في الجانبين العراقي والتركي. الفرح والحماس كان يسود الجلسة وخصوصا لدى الرئيسين الذان كانا قد استلما مهمة العمل منذ فترة قليلة. وهنا تذكرت اول زيارة لمقر البلدية في عام حينما كان النائب السابق في البرلمان التركي عثمان بايدمير رئيسا لها، وفي ذلك الوقت كان قانون الاستثمار الذي شرع من قبل برلمان كوردستان حديث الصدور، بل وان هذا القانون هو من فتح جميع الابواب على مصارعها لاستقبال اكبر عدد من المستثمرين من تركيا في اقليم كوردستان، ومنذ ذلك الوقت هذه النقطة هي الاكثر تكرارا في كافة الجلسات والاجتماعات واللقاءات المنعقدة بين الجانبين العراقي والتركي او بين تركيا واقليم كوردستان، والمفارقة بان عددا كبيرا من المستثمرين والتجار من تركيا هم من الكورد بمدنهم المختلفة وتحديدا من دياربكر ، وفي تلك الفترة كانت العلاقات متوترة لحد كبير وكانت الحكومة التركية تهدد بين الحين والاخر باجتياح اقليم كوردستان واتذكر بانهم اوقفوا في ذلك الوقت احتفالية الختام للمعرض بسبب مقتل سبعة جنود اتراك، لكنني اجزم بان الفائدة الاقتصادية من قانون الاستثمار والقراءة الصحيحة من الجانبين الكوردستاني والتركي ساهمت في التهدئة وفي النتيجة اجتمع الرئيس نيجيرفان بارزاني والذي كان رئيسا للحكومة في عام 2009 بالرئيس عبدالله جول في بغداد وانتهت اغلب المشاكل.
واليوم، كان التاريخ يريد اعادة نفسه من جديد باستغلال العامل الاقتصادي للخروج من المشاكل دون اية اضرار، واتذكر ايضا بان احد وزراء الاقتصاد في تركيا والذي زار الاقليم قبل اكثر من عشرة اعوام وهو ظفر جاغليان، قالها وبكل صراحة بان الاقتصاد هو المحرك الحقيقي للسياسة، فهل ستهتم الاطراف المعنية بالموضوع بهذه النقطة المهمة؟
الاهتمام بالزراعة
ماجذب انتباهي، وجود المساحات الكبيرة من الاراضي الخصبة والمعدة للزراعة في المدن والمحافظات الكوردية في تركيا والتي تشتهر بانتاج العديد من المحاصيل المهمة والتي تساهم في تقوية الاقتصاد التركي والوصول الى الاكتفاء الذاتي والتصدير ايضا كبنية تحتية اقتصادية للبلد بشكل عام، الحبوب بانواعها والفواكه والكثير من المحاصيل من الممكن زراعتها في المساحة الممتدة من دياربكر وصول لوان وغازي عنتاب مرورا بالحدود التركية السورية، وتتميز هذه المنطقة ايضا بوفرة في زراعة انواع الفواكه والخضروات ووجود بيئة خصبة للاهتمام بالثروة الحيوانية حيث الربيع الدائم والامطار الكثيرة والمستمرة والمناخ الجبلي الذي يؤثر وبشكل ايجابي على تربية ورعاية مختلف الانواع من الطيور والمواشي. وقد اهتمت دورة هذا العام من معرض (ميزوبوتاميا-مابين النهرين) بضرورة التاكيد على الاهتمام بكليات الزراعة والطب البيطري والاستفادة من تجارب دول كثيرة في المنطقة والعالم، ومن التطورات التي لاحظناها عرض عدد كبير من اجهزة الحرث والحصاد والمرشات الطائرة التي تستخدم للتعقيم الكيمياوي، لكن التحدي الاكبر والذي شكل عاملا مشتركا بين هذه المنطقة واقليم كوردستان هو تقلبات المناخ وعدم انتظام اوقات المطر والفيضانات التي تتسبب احيانا بافساد المحاصيل الزراعية.
محافظ اربيل اوميد خوشناو لم يخف التخوف من هذه النقطة لان الاقليم ايضا يقع على ذات الخط المناخي في الحدود التركية من جهة والايرانية من جهة اخرى وخصوصا بعد التقلبات المناخية المستمرة التي يشهدها العالم منذ عام 2020 ، وبين بان حكومة اقليم كوردستان وضعت في اولوياتها بناء العديد من السدود الكبيرة والصغيرة والمتوسطة للاستفادة من مياه الامطار ومقاومة الجفاف والتصحر من جهة وللسيطرة على الكميات الفائضة من المياه التي من الممكن ان تتسبب بالعديد من الكوارث مؤكدا بذلك على اولويات برنامج الكابينة التاسعة لحكومة اقليم كوردستان ومايكرره رئيس الحكومة مسرور بارزاني حول هذا الموضوع.
وبكل صراحة، لو ترجم كل ماقيل حول هذا الموضوع وخصوصا مع غرف التجارة واتحاد المهن الصناعية ورؤوساء البلدية حول هذا الموضوع، ستكون الفرصة ذهبية لاستفادة الاقليم من التعاون الثنائي لبناء بنية اقتصادية زراعية قوية في الاقليم، مع عدم التناسي ان اولى القرى الزراعية في العالم كانت في كوردستان، في جرمو بجمجمال .. اذن ما المانع لمزيد من التطور في هذا المجال؟
دور الرئيس بارزاني في تحريك عملية السلام
السياسي الكوردي المخضرم احمد ترك، والذي يشغل في الوقت الحالي منصب الرئيس المشترك لبلدية ماردين، طلب ان يعقد اجتماعا ثنائيا مع محافظ اربيل اوميد خوشناو، ومن حسن حظي انني كنت متواجدا في هذا الاجتماع وتشرفت بتدوين كافة ماجاء فيه واعتبر هذا الاجتماع هو احد اهم الاحداث التاريخية التي شهدتها في حياتي لما جاء فيها من رسائل ايجابية ومهمة من الممكن ان تكون اساسا لمصالحة طويلة الامد في تركيا.
لم ينكر احمد ترك ان للرئيس مسعود بارزاني دورا كبيرا وكلمة وكاريزما في كافة اجزاء كوردستان وله كلمة مسموعة لدى كافة الاطراف السياسية حتى وان اختلفت مع الرئيس او الحزب الديمقراطي الكوردستاني، لانهم يعلمون بان القضية القومية والوطنية كهدف انساني نبيل، هي من اهم اولويات مسعود بارزاني ولم يلحظوا منه يوما اي اطار فكري او سياسي ضيق وهذا مايشجع كافة الاطراف السياسية الكوردية لان يستعينوا به لخبرته وباعه الطويل في العملية السياسية ولكلمته المسموعة لدى دول المنطقة.
ولم ينكر اعضاء وقيادات الاحزاب السياسية الكوردستانية في تركيا بان اقليم كوردستان وبوجود الرئيس مسعود بارزاني هي الماوى الوحيد لبقية اجزاء كوردستان في اية مشكلة تحصل لاي فرد من كوردستان، لكن الاهم هنا ان لاتستغل اراضي الاقليم لتهديد دول الجوار لان هذه المسالة ستتسبب في تعميق المشاكل وتعقيد الامور واعطاء الحجج لكل من يريد ان يبني نفسه على اسس من الازمات والمشاكل.
زيارة اردوغان
كانت زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للعراق وللاقليم الحدث الاهم في تلك الفترة حيث تناول الاعلام التركي زيارته لاربيل بشكل اكثر اهمية وكانت وسائل الاعلام قاطبة قد اشادت بالترتيبات البروتوكولية منذ وصول طائرة اردوغان لاربيل وهبوطه على ارض المطار واستقباله من قبل الرئيس نيجيرفان بارزاني ورئيس حكومة الاقليم مسرور بارزاني واجتماعه بعد ذلك بالرئيس مسعود بارزاني.
مسؤول فرع حزب العدالة والتنمية رشيد اوجاق، وفي اولى ملاحظاته وبعد ترحيبه بوفد الحكومة الذي تراسه محافظ اربيل في الثاني من ايار 2024، بين بان اجراءات الاستقبال والبروتوكول اسعدتهم بل وفاجأتهم لانهم لم يتوقعوا بان تكون الترتيبات بهذا المستوى واوضح بان اردوغان شخصيا كان قد كرر ولاكثر من مرة بان ماراه في اربيل من حفاوة وتقدير واستقبال كان اكثر مما توقعه ،وهذه تحسب وبكل صراحة كنقطة ايجابية لصالح حكومة اقليم كوردستان والمؤسسات الرسمية المعنية بهذا الموضوع.
محبة اربيل لدى اهالي دياربكر
وبما ان دياربكر تنتظر محافظا جديدا لم يعين حتى الان، كان الجميع يعتقد واثناء تجوال الوفد بوجود محافظ اربيل، بانه هو محافظ او والي دياربكر الجديد، لكنهم عندما كانوا يعلمون بان من يتجول في الاسواق هو محافظ اربيل، كانوا يلقون التحية بكل حرارة وحفاوة ويلتقطون الصور مع المحافظ واعضاء الوفد ويدعوننا لشرب الشاي او القهوة.
احد المواطنين قال : احب اربيل كثيرا وانا اعلم تاريخها وجمال طبيعتها وصفات اهلها المعروفين بحسن الضيافة واللطف وسمعت بان الاربيليين يقولون دوما للضيف بانك صاحب البيت ونحن الضيوف، واتذكر انني زرت المدينة مع ابي في ثمانينيات القرن الماضي ومررنا من القلعة وتجولنا في اسواقها القديمة ومازلت اتذكر وعلى الرغم من وجود افراد من الامن في تلك الفترة حيث كان البعث الصدامي مسيطرا على الوضع العام في اربيل وكوردستان وعموم العراق، مواطني اربيل وهم يتحدثون وبكل افتخار بما تحققه قوات البيشمركة في الجبال والعمليات التي ينفذها افراد البيشمركة ضد قطعات الامن الذين كانوا يعتدون على المواطنين المدنيين ويعتقلون العشرات يوميا دون اي سبب.
شاب في مقتبل العشرين قال : اتمنى ان ازور اربيل وخصوصا في فصل الصيف لانني اشاهد وفي القنوات الكوردية ماتتمتع به هذه المدينة من طبيعة خلابة وجمال وروعة واعلم بان كثيرا من ابناء مدينة دياربكر يعملون في اربيل ودهوك والسليمانية واسمع منهم احيانا قصصا جميلة عن انسانية الاربيليين ومن صورهم اعجبت بالمصايف والاماكن السياحية واتمنى ان يحالفني الحظ لازور هذه المدينة التي قرات الكثير عن تاريخها.
وللناس امنيات يتوقون الى تحقيقها
وباستغلال الوقت، سنحت لي الفرصة للتجوال في سوق دياربكر (آمد) الكبير، حيث القلعة او مايسميه اهل المدينة بالسور الكبير في دياربكر.
المصادر حول تاريخ هذه القلعة كثيرة، لكن الجزء العربي من الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) يتحدث باختصار عن المدينة بشكل عام ويقول: إن مدينة ديار بكر المحصنة والمشهد الثقافي المحيط بها، الواقعة على جرف من أعالي حوض نهر دجلة، هي جزء من المنطقة المسماة “الهلال الخصيب”، كانت مركزاً مهماً منذ العصر الهيللينستي، وخلال العصور الرومانية والساسانية والبيزنطية والإسلامية والعثمانية حتى الوقت الحاضر. ويضم الموقع هضبة آمد المعروفة باسم ايكال (القلعة الداخلية)، وأسوار مدينة ديار بكر التي يبلغ طولها 5،8 كم، بما تشمله من العديد من الأبراج والبوابات والدعامات، والنقوش البالع عددها 63 نقشاً التي تعود إلى عصور مختلفة، فضلاً عن حدائق “هوسال”، وهي عبارة عن رابطة خضراء بين المدينة ونهر دجلة الذي كان يوفر للمدينة الأغذية والمياه.
وتعتبر القلعة بمثابة السور للمدينة ويبلغ طول سورها الخارجي 5000 متر وتحتوي على 82 برج ولها 4 أبواب،وفي سنة 349 ميلادية تحولت القلعة إلى سور حول المدينة في العهد الروماني وتحديدا في عهد الإمبراطور قونطانطينيوس الثاني، ورمتت وجدد بناؤها في عدة عهود منها العهد البيزنطي والعهد العثماني. وتعتبر اليوم من احدى المعالم السياسية المهمة، الدخول لها بالمجان وفيها اماكن للجلوس وبعض المقاهي والمحلات ومواقع لالتقاط الصور.
واثناء تجوالي في داخل القلعة انتهزت الفرصة لاسال الناس هناك وان كان باختصار ودون ان يكون الهدف لقاءا صحفيا او ماشابه، حول مايريدونه ومايتمنوه، اجابتني صبيحة وهي سيدة مسنة ومن الواضح بانها تجاوزت الستين عاما وقالت : منذ ان وعيت على هذه الارض لا اسمع ولا ارى الا مشاكل وازمات، هذا قال وذاك رد، الم يحن الوقت لتنتهي هذه المشاكل؟ نحن اناس مسالمون زوجة ابني تركية ولم يرفضوا ابننا الكوردي، نحن في قرانا وحتى في داخل المدينة لانفرق بين كوردي وتركي وحتى عربي ومن اقاربنا اناس تزوجوا من عربيات، اذن ما المشكلة في بقائنا دون مشاكل؟
العم فرهاد، والذي كان يعمل حدادا في شبابه ما ان عرف انني من اربيل لم يذخر وقتا للترحيب بي بكل حرارة وكان يسالني: كيف اربيل وكيف دهوك وزاخو والسليمانية؟ ارجوكم حافظوا على وحدتكم واقليمكم لاننا نفتخر بكم ونتمنى ان تستمروا وتستمر تجربتكم، نحن نضرب بكم المثل في انتصار الارادة الكوردية.
نوروز، الشاب الكوردي والذي لم يكن يتقن الكوردية، بين بانه خجل جدا لانه لايتحدث بلغته الام وقال لي : قرات الكثير حول تاريخ الكورد وكنت اتابع مايحصل هنا اثناء فترة الانتخابات وشاركت وللمرة الاولى في الانتخابات البلدية، واتمنى ان اقضي المرحلة القادمة من حياتي في سلام بعيدا عن الحروب والمشاكل لاننا نعيش في وضع مختلف عن الماضي ولانريد استنساخ التجارب القاسية.
وبتفاؤل كبير، تركت المكان متوجها الى الفندق مشيا على الاقدام، وفي كل مكان اقف فيه كنت القى ترحيبا حارا من كل من يسمع لهجتي المختلفة عن الكرمانجية التي يتحدث بها الكورد في تركيا، وحقا كنت اشعر كانني اسير في اربيل.
الايزيديون كورد اصلاء
وفي لحظة استراحة، وبعد ضيافة اصيلة من احدى الشخصيات الكوردية في ميردين وفي طريق العودة من دياربكر مرورا بها، سنحت الفرصة لاسال الطبيبة والفنانة والاعلامية الكوردية الايزيدية، ديفرم دمير والتي تشغل حاليا منصب الرئيس المشترك حول الواقع الحالي للكورد الايزيديين في تركيا ، لم تخف دمير بان اعداد الايزيديين في تركيا بدات تقل منذ ثمانينيات القرن الماضي ومنذ تلك الفترة بدات الهجرة نحو اوروبا وازدادت في تسعينيات القرن الماضي، والسبب كان واضحا الا وهو السياسات الخاطئة للحكومات التركية السابقة والتي كانت تضيق على اتباع هذه الديانة، وقالت : الكورد بشكل عام كانوا يحاربون من اجل البقاء والايزيديين كانوا يهاجمون لانهم كورد ولانهم ايزيديين وهذا ماصعب عليهم الحياة وقطع امامهم كل السبل التي تؤهلهم للعيش في هذا البلد شانهم شان اي مواطن عادي لذلك اضطروا لاختيار طريق الهجرة على البقاء وهم مهددين من قبل السلطات العسكرية في تلك الفترة، ميردين هي اكثر مدينة تأوي الايزيديين لكن وللاسف فان اكثر من 95% من الايزيديين تركوا هذه المدينة واصبحت قراهم خاوية ولم يبق في ميردين الا عوائل قليلة وحتى من هاجروا لايستطيعون العودة للعمل في اراضيهم وللتصرف في املاكهم ومازالت مشاكلهم قائمة.
وبينت دمير بان الزيارات من الايزيديين في المهجر مستمرة لكنهم لايستطعيون الاندماج مع المجتمع الحالي ويشعرون بانهم اغراب، واوضحت بان اعدادا كبيرة من ايزيديي سنجار توجهوا نحو تركيا واستوطنوا لفترة معينة لدى بعض العوائل من الكورد الايزيديين لكنهم ايضا هاجروا وتوجه الكثيرون منهم صوب المانيا تحديدا.
دمير نفت تماما مايشاع من قبل البعض بان الايزيديين ليسوا كوردا وقالت : نحن تربينا وتعلمنا على اننا كورد بل ان اصالة الكورد نابعة من الزرادشتيين والايزيديين ونحن نمارس طقوسنا الدينية باللغة الكوردية لذلك فان كل من يقول بان الايزيديين ليسوا كوردا فهو مخطيء ولايمكن القبول بهذا الكلام حتى وان فسرنا بان مايقال هو في اطار فلسفي او فكري، لكنه غير مقبول لاننا كنا وسنبقى كوردا.
ولـ (مَم و زين) و (ملايى جزيرى) نصيب من الزيارة
وبعد توديعنا بكل حفاوة من قبل الرئيسين المشتركين لبلدية ميردين، كان طريقنا نحو جزيرة بوتان، تلك المدينة التاريخية التي سجلت في تاريخها ملحمة (مم و زين) والتي ارخها الشاعر الكوردي الكبير احمدي خاني، وفيها ايضا دفن الشاعر الكوردي فقي طيران، باختصار.. هي مدينة تختصر عبقا تاريخيا وقصصا مرت علينا في العديد من الكتب والمؤلفات وافلام السينما والبرامج الوثائقية.
جزيرة بوتان هي مدينة تابعة لمحافظة شرناخ،ويقال بان النبي نوح عليه السلام اسسها على سفح جبل الجودي، الجبل الذي استقرت عليه سفينته بعد الطوفان، وفي المدينة ايضا مقام يقال بانه ضريح النبي نوح. تقع الجزيرة في جنوب شرقي الاناضول على نهر دجلة وهي قريبة من الحدود العراقية التركية والحدود التركية السورية.
اولى جولاتنا في المدينة كانت لضريح (مم و زين)، احد اشهر العشاق في تاريخ الكورد والعالم، ومن منا لم يسمع عنهم وخصوصا ان قصتهم ترجمت لعشرات اللغات ومن ضمنها العربية، حيث ترجمها وفي ستينيات القرن الماضي الشيخ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي ويقال بانه بكى عند ترجمتها.
وباختصار.. القصة كتبت من قبل الشاعر الكوردي العظيم احمدي خاني في عام 1692 وهي تحكي قصة حب كلاسيكية في مرحلة تاريخية ممزوجة بقصة عشق بين الأميرة زين شقيقة حاكم امارة بوتان وشاب يدعى مم، وهو ابن أحد عمال الأمير، نهاية القصة مؤلمة جدا ، حيث يقتل الشاب مم لتلحق به المعشوقة زين منتحرة، وليدفنا في مكان واحد، ولا انكر بان سعادتي كان لامثيل لها لرؤية هذا المكان، وكان ذاكرتي اعادت كل الافلام التي شاهدتها في تسعينيات القرن الماضي، مصحوبة بمواويل تبكي العاشقين وتقص حكايتهما.
المحطة الثانية كانت ضريح يقال بانه لسيدنا نوح عليه السلام، واقول ذلك لان هناك من يقول بان مقامه في الاردن والبعض الاخر يقول بانه في النجف الاشرف، ومازال التقليد سائدا لدى البعض بجلب ابنائهم المرضى ومن ذوي الاحتياجات الخاصة للشفاء والتبرك ببركة مقام النبي نوح، احد الشباب قال : ان هذا التقليد مازالت تحتفظ به مجتمعاتنا القروية وهي احدى اهم تقاليد هوية الماضي لنا ككورد وللمدينة.
توجهنا بعد ذلك نحو المدرسة الحمراء، والتي بنيت في عام 1508 من قبل الامير خان شريف احد امراء جزيرة بوتان بعد تحرير المدينة من القبائل التي سميت بالخروف الابيض، وسميت بهذا الاسم لانها بنيت بالقرميد الاحمر ، ويتوسطها باحة كبيرة وتحتوي من الناحية الجنوبية على ثلاث قاعات للدراسة وجامع للصلاة ومن الناحية الشرقية للباحة يوجد قبر الشاعر الكبير ملايي جزيري مؤسس المدرسة الشعرية الكلاسيكية الكوردية وباللهجة الكرمانجية الشمالية، والذي وري الثرى فيها برفقه مريديه ومن ضمنهم فقي طيران.
وبعد هذه الجولة السريعة في هذا التاريخ.. كانت العودة نحو اربيل، في جو ربيعي بارد ممطر، ولا اخفي بانني كنت اضع خطة كتابة هذا الموضوع ورؤوس نقاطه ونحن مازلنا في الطريق، لتنتهي هذه الجولة المختصرة والمليئة بالمتعة.
العودة الى اربيل
وفي تلك الايام شهد اقليم كوردستان موجة من الامطار تسببت ببعض المشاكل في بعض المدن، وكنا ونحن في طريق العودة نتابع نشرات الاخبار واخر المستجدات وتوقعات الحالة الجوية، محافظ اربيل كان على تواصل مستمر مع قائمقمام اربيل ومسؤولي البلديات والانواء الجوية ليطلع على اخر الاستعدادات للفرق التابعة للبلدية والدفاع المدني، وبعد وقفة في دهوك، تحركنا وبسرعة نحو اربيل، وبعد مالايقل عن ساعتين، وصلنا الى اربيل، لكن النهاية لم تكن هنا، حيث توجه محافظ اربيل اوميد خوشناو الى بناية بلدية اربيل الثالثة، واجتمع برفقة القائمقام ورئيس بلدية اربيل مع الفرق التي كانت مستعدة لاي طاريء من الممكن ان يحصل لان التوقعات كانت تشير الى ان الامطار ستستمر، وهناك تحدث المحافظ لوسائل الاعلام عن استعدادات المحافظة والجهات المعنية لاي مخاطر من الممكن ان تحدث بسبب تقلبات الجو.
واخيرا .. وبعد ساعة من الاجتماع، سنحت لي الفرصة واسال محافظ اربيل عن مجمل الجولة والاهداف التي تحققت من هذه الزيارة، قال : اربعة ايام مليئة بالنشاط، كانت نتاج زيارتنا لديار بكر، في آمد شاركنا في الدورة الخامسة عشر لعرض ميزوبوتاميا الزراعي، والقينا كلمة حكومة الاقليم في مراسيم الافتتاح ومن خلال جولتنا في المعرض نقلنا صورة جيدة وايجابية عما نريد ان يتوفر في الاقليم من مصادر تؤهلنا لتطوير القطاع الزراعي، كما زرنا غرف التجارة والصناعة في دياربكر وميردين والجزيرة والتقينا بعدد كبير من رجال الاعمال والمستثمرين وشجعناهم على العمل في اقليم كوردستان وتعهدنا لهم بتقديم التسهيلات المطلوبة لانجاح مشاريعهم التي ستكون في مصلحة الاقليم بالتاكيد، وكانت لزيارتنا ايضا بعد اخر سياسي، حيث التقينا بعدد كبير من الاحزاب الكوردية في دياربكر والتقينا ايضا بمسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم فيها، وفي جميع الزيارات نقلنا تحيات واحترام الرئيس مسعود بارزاني ورئيس الاقليم ورئيس حكومة اقليم كوردستان واكدنا على ان الاقليم يشجع على استمرار المصالحة واعادة احياء عملية السلام واستقرار الوضع في المنطقة وبيننا باننا لايمكن ان نسمح بان تكون اراضي الاقليم مصدرا لاي تهديد لدول الجوار وخصوصا لتركيا والتي نريد دوما ان تربطنا واياهم علاقات ايجابية لان تركيا جارة مهمة ولانريد ان تتوتر علاقاتنا معهم وان كل استقرار في العلاقات بيننا سيكون لها تاثير ايجابي على كافة الجوانب وخصوصا الاقتصادية والتي نريد لها ان تتطور باستمرار.
وهنا انتهت الجولة رسميا.. لاعود واباشر بكتابة تفاصيلها، وان لم اكتبها كلها، لكنني اؤكد بانها كانت احدى اهم الجولات واكثرها ايجابية والاهم هنا ان نجني اثارها الايجابية في المستقبل القريب… الى اللقاء دياربكر، ميردين، جزيرة بوتان.