حرب مع الخصوم وجفاء بالعلاقة مع الحلفاء.. “سياسة الاعتكاف” تزيد خسائر الصدريين ولا عودة مرتقبة بالانتخابات
بغداد/ وان نيوز
من النجف جائت الضربة هذه المرة، تلك المحافظة التي يعتبرها الصدريون معقلاً وملاذا امناً حينما تبلغ الازمات ذروتها، يسحب البساط فيها من تحت اقدام زعيم التيار مقتدى الصدر، فيما يواصل هو اتباع سياسة الاعتكاف والانسحاب.
وكان الصدريون يسيطرون على المحافظة مع وجود ماجد الوائلي على رأس السلطة المحلية، قبل ان يتم استبعاده من قبل الاطار التنسيقي الذي ظفر بيوسف الكناوي محافظا جديدا عن تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وحسين العيساوي رئيسا لمجلسها وهو رجل ينتمي الى ائتلاف دولة القانون الذي يقوده نوري المالكي خصم الصدر الاشد والاكثر حيلة.
وقد اثارت تلك التطورات مخاوف لم تخفها الحنانة يبدو انها ظهرت الى الشارع مع موجة احتجاج تمت السيطرة عليها ومنع اتساعها، خوفا من حدوث زعزعة لامن النجف، عاصمة العراق الدينية ومركز ثقل مراجعها.
وعلاوة على خسارة النجف، تخلى التيار الصدر مجبرا عن مناطق نفوذه في محافظة ميسان التي كان يدير شؤونها علي دواي طوال اربعة عشر عاماً، وايضا ذي قار الذي تم استبدال محافظها محمد هادي الغزي، والرجلان مقربان من التيار فكراً ومنهجية.
وامام تلك الخسارات المتتالية، تثير اسئلة عن مدى نجاح السياسة التي يتبعها الصدر في التعامل مع خصومه، وتعرض علاقاته مع حلفائه للبرود والجفاء، الامر الذي بدأ يشكل خطراً على مستقبل التيار الصدري ومصادر تمويله ومساحة جماهيره الواسعة.
ورغم النظريات المتفائلة عن امكانية عودة الصدر الى الساحة من خلال بوابة الانتخابات المقبلة، الا ان التيار لم يطرح اي نوايا لديه من اجل ذلك، كما انه لم يتبنى تغييرا في مواقفه التي لطالما وصفها بأنها حرب عقائدية مع من وصفهم بالفاسدين.