اليأس المبكر يخيم على القوى الناشئة.. مقاطعة الانتخابات خيار المستقلين بعد تبخر حلم التغيير

لا تظهر الاحزاب الناشئة حماسة مفرطة بشأن المشاركة بانتخابات مجالس المحافظات، حيث يخيم اليأس عليها مبكراً من احتمالية الخسارة امام المد الكبير الذي تمتلكه الاحزاب التقليدية المدعومة بالمال والسلطة.
ولغاية الان انسحب عدد غير قليل من الاحزاب التي تتسم بالاستقلالية ابرزها حراك البيت العراقي، ووطن، ومستقلون، فضلا عن حركة امتداد وائتلاف الوطنية بزعامة اياد علاوي، كما عبرت قوى اخرى مثل جماعة رفض عن عدم تفاؤلها من الانتخابات التي تهيمن عليها احزاب السلطة.
ولم يبق من القوى المدنية في السباق الانتخابي غير تحالف “قيم” الذي يضم الحزب الشيوعي العراقي وأحزاب جديدة وناشئة مثل “البيت الوطني” وحركة “نازل آخذ حقي”، ويرى مراقبون أن الفترة المقبلة قد تشهد انسحاب مزيدٍ من الأحزاب المدنية.
وتخشى هذه الاحزاب من سطوة ما يعرف بالمال السياسي، وهو مصطلح يطلق لوصف التمويل غير المعروف لقوى السلطة، واستغلال المال العام في الدعايات الانتخابية، في حين لا تمتلك الاحزاب الجديدة مثل هذا النوع من التمويل.
ورغم ان قوى ناشئة استطاعت الحصول على مقاعد في البرلمان بالانتخابات الماضية، الا انها لم تستطيع تحقيق شيء يذكر لناخبيها، وذلك بسبب تضييق الخناق عليها من قبل الاطار التنسيقي، وايضاً الانسحاب المبكر للتيار الصدري من الحكومة والبرلمان والذي اوقع هذه القوى في ورطة ووضعها تحت رحمة التحالف الشيعي.
وحاول الاطار في اكثر من مناسبة استمالة النواب المستقلين لصالحه، وقد بدا ذلك واضحا اثناء تطبيق خطة الثلث المعطل التي نجحت بمنع تشكيل حكومة الاغلبية بزعامة الصدريين وحلفائهم.