اخر الاخبار

رويترز: السوداني يقود حملة اعمار “غير مسبوق” في بغداد

بغداد/ وان نيوز
كشفت وكالة رويترز الدولية للأنباء وعبر تقرير نشرته، الثلاثاء، عن تفاصيل ما قالت انها “حملة اعمار يقودها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشكل غير مسبوق في العاصمة بغداد بشكل خاص والعراق بشكل عام”، مؤكدة ان النظرة العامة الى العراق الان باتت “متفائلة”.
وأوضحت الوكالة بحسب ما ترجمت (بغداد اليوم)، ان مناطق العاصمة والتي كانت تعاني حتى وقت قريب من “شح كبير في الخدمات” باتت اليوم تحت حملة اعمار كبيرة تقودها حكومة السوداني، موردة مثالا عن مدينة الصدر التي قالت انها من بين اكثر المدن اهمالا في العراق ومبينة انها باتت الان “تحت تطوير كبير في جانب الخدمات، حيث بات سكان المدينة يحظون بمياه عذبة وطرق معبدة بالإضافة الى خدمات غير مسبوقة”. 
الحملة التي يقودها السوداني قالت الوكالة انها باتت تركز على “تقديم الخدمات بشكل سريع وعاجل يمكن للمواطنين الإحساس بتأثيراتها بشكل اني، ومن أهمها بناء الطرق، الجسور، تعبيد ممرات المشاة، إزالة نقاط التفتيش ومكافحة الزحام المروري في العاصمة بالإضافة الى رفع انقاض المباني التي تعرضت للدمار خلال الحقب السابقة وإعادة بنائها من جديد”. 
الاعمار المتسارع الذي يقوده السوداني بحسب الوكالة ترك تأثيره أيضا على قطاع الطاقة، حيث اكدت الوكالة ان تجهيز الطاقة الكهربائية في العراق “تحسن بشكل كبير” خلال فترة تولي السوداني مسؤولية إدارة الدولة، مبينة ان العراقيين كانوا معتادين على انقطاع التيار الكهربائي في شهر مايو مع ارتفاع الاستهلاك اليومي بسبب حرارة الجو، الامر الذي لم يحدث هذه المرة. 
المقابلات التي أجرتها الوكالة مع المواطنين العراقيين أظهرت “تفاؤلا حذرا” من حملة الاعمار الحالية، مؤكدة ان العراقيين باتوا “قلقين” من ان تؤدي الخلافات السياسية التي ما تزال “مستمرة خلف الكواليس” الى تعطيل مسيرة الاعمار الحالية المقادة من قبل حكومة السوداني، حسب تعبيرها. 
اما فيما يتعلق بالعوامل التي ساعدت بالدفع نحو عملية الاعمار الحالية، فقد اكد الباحث في معهد سينتري فوانداييشن الأمريكي سجاد جياد في حديث للوكالة، ان العائدات الكبيرة من ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الماضية بالإضافة الى “رغبة السوداني بتفادي وقوع مزيد من الاحتجاجات الشعبية دفعته الى التركيز على النقاط التي يشعر بتأثيرها العراقيين الان بدلا من إجراءات قد تكون مفيدة لهم بعد عشر سنوات”. 

وتابع “السوداني يرغب بان يراه العراقيون كرجل يستطيع تنفيذ ما يعد به”، مشيرا الى ان السوداني بات يحاول الاعتماد على الدعم الشعبي بدلا من الحظوة من الأحزاب السياسية لتسيير أمور حكومته. 
وأشارت الوكالة أيضا الى ان النظرة العامة من خارج وداخل العراق باتت “متفائلة” بالنظر الى ما يتم إنجازه حاليا من عمليات اعمار بشكل متسارع، مؤكدة ان اعمار جوانب نهر دجلة، والتي تظهر للمرة الأولى “صورة مغايرة عن المعتاد في العراق” باتت تدفع برغبة دولية للمشاركة في حملة الاعمار، مشيرة الى زيارة محافظة العاصمة الفرنسية باريس انا هيدالغو وعرضها المساعدة في اعمار بغداد كأحد النتائج المباشرة لجدية حكومة السوداني في تنفيذ حملة الاعمار الحالية. 
الوكالة قالت ان “الجديد والمثير” في بغداد اصبح النمط السائد للتعبير عن إعادة الحياة الى المدينة التي عانت من سنوات مستمرة من الحروب والدمار، موضحة “بحسب المقابلة التي أجريت مع محافظة باريس ومحافظ العاصمة بغداد عمار موسى كاظم، فان الحملة الحالية هي جزء من أموال خصصت للعاصمة تصل الى نحو 400 مليون دولار سيتم اطلاقها قريبا وستقود الى حملة اعمار هي الأكبر من نوعها في العراق” بحسب تعبيره. 
التعاون مع الجانب الفرنسي ضمن “عهد الصداقة” الموقع الأسبوع الماضي مع هيدالغو يتضمن أيضا “إدارة مشاريع المياه ومواجهة التحديات التي تمنع تقديم الخدمات الأساسية للسكان” بحسب تصريحها لرويترز، مؤكدة التزام مدينة باريس بمساعدة بغداد لــ “تعود مرة أخرى”. 
الوكالة اكدت ان “عودة بغداد” الى العالم مرة أخرى تتضمن أيضا حملة ثقافية شهدت معها عودة العديد من اللاجئين خارج العراق من الفنانين والمثقفين الى المدينة، من خلال المبادرات الثقافية التي تحتضنها حكومة الكاظمي وتدعمها داخل العاصمة. 
التفاؤل الذي وصفته الوكالة بــ “الحذر” بات يدفع حكومة السوداني للتركيز على توفير الخدمات للعامة وتحسين الأوضاع المعيشية بشكل عام وخصوصا في العاصمة بغداد، مؤكدة ان الخلافات السياسية التي “تفور داخليا” ستؤثر سلبا على جهود السوداني في حملته للأعمار في حال طفت مرة أخرى الى سطح العملية السياسية، بحسب وصفها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى