“قاآني يفتقر للهيبة ولا يتقن العربية”… تفاصيل غير مسبوقة من داخل البيت الشيعي عن “تهدئة الفصائل”

عندما وقع هجوم بطائرات مسيرة على مقر إقامة رئيس الوزراء مصطفى كاظمي، توجه الجنرال إسماعيل قاآني أحد أرفع القادة العسكريين في طهران على وجه السرعة إلى بغداد.
وكان خليفة قاسم سليماني يحمل رسالة للفصائل الموالية لإيران التي ترفض الاعتراف بالنتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التي أسفرت عن تصدر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المعارض للنفوذ الإيراني. كانت خلاصة رسالة قاآني هي: اقبلوا النتيجة.
ونقلت “رويترز”، عن مصادر مطلعة على المحادثات، أن قاآني القائد المسؤول عن العمليات العسكرية الخارجية بالحرس الثوري الإسلامي قال لقادة فصيلين إن اللغط السياسي يهدد نفوذ الأغلبية الشيعية الحاكمة التي تمارس إيران من خلالها نفوذها في العراق.
تأنيب شديد
ووفقا للمصادر، وجه قاآني خلال اجتماع مقتضب في مكتب أحد قدامى الساسة المدعومين من إيران في بغداد تأنيبا شديدا لقائدي فصيلين رئيسيين من الفصائل المدعومة من إيران واتهمهما بسوء التصرف في تداعيات الانتخابات.
وتقول “رويترز” إنها اطلعت على ما دار في اللقاء من خلال أحد مسؤولي الفصائل المطلعين اطلاعا مباشرا عليه ومن اثنين من الساسة الذين تربطهم صلات وثيقة بالفصيلين وتم إطلاعهم على الاجتماع.
وبحسب المسؤولون الثلاثة، طلب قاآني الذي اصطحب معه فريقا صغيرا من قائدي الفصيلين السيطرة على أنصارهما ومسلحي الفصيلين.
وقال مسؤول الفصيل: “الإيرانيون كانوا غاضبين بشدة”.
وأضاف أن أحد المسؤولين الإيرانيين قال متسائلا “هل تريدون حربا أهلية بين الشيعة؟”.
وقال خمسة آخرون من مسؤولي الفصائل واثنان من الدبلوماسيين الغربيين والمسؤول الأمني العراقي والذين تم إطلاعهم على ما دار في الاجتماع، إن قاآني رأس الاجتماع وطلب من الفصائل أن تتوقف عن نشر الاضطرابات في العراق.
قاآني يفتقر للهيبة واتقان اللغة العربية
وتأتي التوترات في الصفوف الشيعية بالعراق كمصدر انشغال غير مرغوب فيه لطهران في وقت تُجري فيه مباحثات غير مباشرة مع واشنطن لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015. حسب “رويترز”.
وأشارت “رويترز”، إلى أن قاآني استلم منصبه في يناير/ كانون الثاني 2020 عقب اغتيال الولايات المتحدة سلفه قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة خلال زيارته لبغداد.
وأضافت الوكالة أن بداية حلفاء طهران العسكريين والسياسيين في العراق في الغالب كجماعات شبه عسكرية تمولها إيران وتدربها ثم تطورت فيما بعد إلى أجنحة سياسية.
وحسب تقرير “رويترز”، يعمل هؤلاء الحلفاء الآن كجماعات عسكرية وسياسية مدججة بالسلاح تسيطر على قطاعات من الاقتصاد العراقي ومؤسسات الدولة.
صعوبة في السيطرة على الفصائل
وحسب “رويترز”، كشف مسؤول بأحد الفصائل مطلع مباشرة على الاجتماع وسياسيون مقربون من الفصائل أن القائدين اللذين التقى بهما قاآني هما هادي العامري وهو حليف قديم لإيران وقيس الخزعلي وهو أيضا من القيادات السياسية العسكرية.
وقال توبي دودج الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد “يواجه الإيرانيون صعوبة متزايدة للسيطرة على الحلفاء الذين لديهم مصالح ولن يقبلوا بالرفض كإجابة”.
كما كشف سياسيان مقربان من الفصائل لـ”رويترز”، أنه بعد هجوم السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني اجتمع قاآني أيضا مع قائد قوات الحشد الشعبي، التي تسيطر عليها فصائل موالية لإيران.
وأضافا أن قاآني نقل للقائد عبد العزيز المحمداوي، الذي تدعمه إيران منذ وقت طويل، الرسالة نفسها: سيطر على الفصائل.
كما ذكرت “رويترز”، أن مسؤولون إيرانيون قاموا بمحاولات لتهدئة التوتر بين الشيعة في مناسبات أخرى، منها خلال الفترة السابقة للانتخابات، عندما أعلن الصدر في يوليو/تموز أنه سيقاطع الانتخابات بدعوى أن أعداء غير محددين يحاولون زعزعة استقرار العراق وإلقاء اللوم عليه.
الوساطة الإيرانية نجحت
وقال السياسي عبد الكريم الموسوي، العضو في تحالف الفتح لوكالة “رويترز”، “هذا الأمر أقلق إيران” لأن مقتدى الصدر كان دائما يشترك في جميع التحالفات الشيعية التي شكلت الحكومات السابقة، ورفضه الاشتراك بالعملية السياسية كان سيسبب اهتزاز الأمور ويؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار.
ووفقا لما ذكره مسؤول في المكتب السياسي للصدر، فقد اجتمع محمود علوي وزير المخابرات الإيراني حينئذ وحسين طائب رئيس الاستخبارات بالحرس الثوري الإيراني وغيرهما من كبار المسؤولين ببعض أفراد الفريق السياسي التابع للصدر في بغداد وحاول علوي وطائب إقناع الصدر بعدم مقاطعة التصويت. وفقا لتقرير “رويترز”.
وأشار المسؤول إلى أن “قرار السيد الصدر بالعودة جاء لتجنب التصعيد وبعد طلب المشورة والرأي من آية الله السيد علي السيستاني”.
وأضاف “الوساطة الإيرانية نجحت”.
وفي السياق، أكد قائد فصيل عراقي في المعسكر الموالي لإيران أن مسؤولين إيرانيين غير محددين تدخلوا لإقناع الصدر بعدم مقاطعة الانتخابات. بحسب “رويترز”.