اخر الاخبار

واشنطن بوست: هكذا غيّر متحور أوميكرون قواعد اللعب مع جائحة كورونا

أظهر تقرير لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن متحور أوميكرون استطاع خلال بضعة أسابيع أن يقلب قواعد اللعب مع جائحة كوفيد- 19 رأسا على عقب؛ ما أدى إلى العودة لقيود السفر والدعوة للبقاء في المنزل، بالإضافة إلى حثّ متجدد للحصول على جرعات معززة وإعادة تقييم التكتيكات، مثل: جوازات سفر اللقاح.

وسجّل التقرير أن التغيير الأكثر حدة هو  الآن في بريطانيا، حيث انقلبت خطط رئيس الوزراء بوريس جونسون لعيد الميلاد العادي، مرة أخرى، من خلال المتحور سريع الانتشار.

يوم أمس الأربعاء، أخبر مسؤول صحي بريطاني كبير البرلمان أن أوميكرون ”هو  على الأرجح أكبر تهديد واجهناه منذ بداية الوباء، وليس هناك ما يمنع مِن أنْ تظهر سيناريوهات مماثلة في جميع أنحاء العالم قريبًا“.

مبالغة أم استهانة؟

بالنسبة للدول الغنية التي لديها الكثير من اللقاحات والتي كانت تأمل ذات مرة في انتهاء الوباء، فإنها تعيد الآن حساباتها؛ علمًا أن البعض يشعر أن العالم يبالغ في رد فعله. ففي حديثها إلى ”سكاي نيوز“ البريطانية هذا الأسبوع، حذرت رئيسة الجمعية الطبية في جنوب أفريقيا من أن بريطانيا تسببت في ”هستيريا“ من خلال المبالغة في رد فعلها تجاه تهديد البديل. وقالت أنجيليك كوتزي يوم الثلاثاء ”نحتاج إلى اتخاذ إجراءات احترازية، يجب أن نكون مستعدين ولكن لا نضخم الأمور“.

ووصلت  الاستهانة حدّ أن آخرين جادلوا بأن انتشار أوميكرون قد يشير إلى أنها الأيام الأخيرة لتفشي فيروس كورونا، مشيرين إلى بعض الدلائل على أن المتحور الجديد ينتج مرضًا أقل خطورة من البديل السائد عالميًّا، دلتا.

ورأى البعض الأمل في ظاهرة الارتفاع الحاد في عدد الحالات. فقد  تساءلت المنافذ الإعلامية المحافظة مثل ”ناشونال ريفيو“  عن ما إذا كان أوميكرون ”ليس مخيفًا على الإطلاق“، بينما قال محللو وول ستريت إنه ”يمكن أن يسرع في نهاية الوباء“.

وتستند حجة الذين تفاءلوا، إلى النظرية القائلة بأن الفيروس سيصبح مع تطوره أكثر قابلية للانتقال وأقل فتكًا، كما كانت الحال مع فيروس الإنفلونزا الذي تسبب في جائحة إنفلونزا عام 1918.

وتتساءل ”واشنطن بوست“: هل هذه المواقف عادلة؟ هل الدول تبالغ فعلا في رد فعلها تجاه أوميكرون؟ وتجيب: لا يزال من السابق لأوانه الجزم بذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار  3 نقاط رئيسة:

حالات تنتشر بسرعة

يوم  امس الأربعاء، أعلنت بريطانيا أنها سجلت 78610 حالات إصابة جديدة – وهي زيادة يومية لم نشهدها في أي وقت خلال الوباء، حتى خلال الموجة الأولى من دلتا. وزادت حالات الاستشفاء أيضًا، وإن كانت بمعدل أبطأ، بينما كانت الوفيات ثابتة في أسوأ الأحوال.

وقد ارتفع عدد حالات الأوميكرون المؤكدة في بريطانيا إلى 10017، على الرغم من وجود المزيد على الأرجح، حيث  قدر وزير الصحة ساجيد جافيد الاثنين الماضي أن 200 ألف قد يصابون بحالات أوميكرون في ذلك اليوم.

وتوقع خبراء أن بريطانيا قد تشهد ما يصل إلى مليون حالة إصابة بفيروس كوفيد -19 يوميًّا بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر، وربما يتجاوز ذلك حدود قدرتها على الاختبار. ”أنا متأكد على سبيل المثال من أن الأرقام التي نراها في البيانات خلال الأيام القليلة المقبلة ستكون مذهلة للغاية مقارنة بمعدل النمو الذي رأيناه في حالات المتغيرات السابقة ”هكذا تحدثت جيني هاريز، رئيسة وكالة الأمن الصحي البريطانية، في مقابلة مع البرلمان يوم الأربعاء.

وتشير دراسة رئيسة أخرى صدرت من جنوب أفريقيا، حيث تم تسجيل المتغير للمرة الأولى، على أنه ينتشر على نطاق واسع.

وقال رايان نواش، رئيس شركة ديسكفري هيلث، أكبر شركة تأمين صحي في جنوب أفريقيا، في بيان يوم الثلاثاء ”إن الموجة الرابعة التي يحركها أوميكرون لها مسار أكثر حدة للإصابات الجديدة مقارنة بالموجات السابقة.  وقد أظهرت البيانات الوطنية زيادة هائلة في كلّ مِن الإصابات الجديدة ومعدلات إيجابية الاختبار خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من هذه الموجة؛ ما يشير إلى متغير شديد العدوى مع انتشار سريع للعدوى في المجتمع.“

أنظمة تطعيم أقل فاعلية ضد أوميكرون

في جنوب أفريقيا، وجدت شركة“ ديسكفري هيلث“ أن اللقاح من شركة الأدوية الأمريكية العملاقة فايزر والشريك الألماني بيو أن تيك يوفران حماية بنسبة 33% فقط من العدوى من متغير أوميكرون، على الرغم من أنه لا يزال يوفر حماية بنسبة 70% ضد الحاجة للاستشفاء.

وقد جاءت بيانات مماثلة الأسبوع الماضي من وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة ، التي أفادت أن نظام الجرعتين القياسي من لقاح استرا زينيكا أو فايزر يوفر حماية ضعيفة ضد عدوى اوميكرون، مع انخفاض حماية فايزر إلى ما بين 30% و 40% في 15 أسبوعًا بعد الجرعة الثانية، فيما هي استرا زينيكا تعود إلى الصفر.

ومردّ ذلك، كما يقول التقرير، يعود إلى أن اوميكرون يحتوي على مجموعة متنوعة من الطفرات التي تجعله مختلفًا عن السلالة الأصلية لفيروس كورونا. ويبدو أن بعض هذه الطفرات تساعده على التهرب من الأجسام المضادة المقاومة للأمراض التي تم إنشاؤها عن طريق التطعيم أو العدوى السابقة، ومن ثم يبدو أن هناك خطرًا أكبر لإعادة العدوى بالأوميكرون لأولئك الذين تعافوا من الفيروس.

لكن النبأ السار هو أن اللقاحات لا تزال تتمتع ببعض الفاعلية ضد الأوميكرون، خاصة عند استخدامها كجرعات ”معززة“ إضافية لأولئك الذين يعتبرون بالفعل محصنين بشكل كامل. قال أنتوني س.فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الأمريكي، يوم أمس الأربعاء، إنه بعد مراجعة البيانات، لم تشعر الحكومة الأمريكية بالحاجة إلى تطوير لقاح جديد خاص بالأوميكرون.

ويشير التقرير إلى أنه، حتى إذا ثبت أن أوميكرون أكثر اعتدالًا من المتغيرات الأخرى، فإنه لا يزال بإمكانه قلب إستراتيجيات كوفيد -19 الحالية. فالبيانات المبكرة من جنوب أفريقيا تشير إلى أن الأوميكرون قد يسبب عدوى أقل حدة، خاصة بالمقارنة مع الدلتا المدمرة. ولكن ليس من الواضح إلى أي مدى ترتبط هذه النتيجة بارتفاع معدلات المناعة من التطعيم والعدوى في جنوب أفريقيا أو إلى السكان الشباب نسبيًّا في البلاد.

قلق الأطباء وخبراء الصحة العامة

حتى لو  تسبب أوميكرون في مرض أكثر اعتدالًا ، إلا أن قدرته على الانتشار السريع وهزيمة بعض الحماية التي توفرها اللقاحات لا تزال تقلق الأطباء وخبراء الصحة العامة.

وفي مقال نشر في مجلة تايم يوم الأربعاء يعرض هذه النقطة، طلب جافين يامي وويليام هاناج وتوم مولتري من القراء أن يتخيلوا أن العالم بأسره أصيب بنزلة برد، وأن يقارنوا هذه الفرضية مع  فيروس كورونا.

ويخلص التقرير إلى أن أوميكرون ربما غيّر مِن قواعد الوباء، لكن اللعبة مستمرة. ليس مؤكدا  على الإطلاق أن هذا الفيروس سيصبح أقل فتكًا مع تطوره ومع استمرار عدم تلقيح الكثير من العالم؛ ما يترك مجالًا لظهور متغيرات جديدة . ولأن هذا  الاحتمال البديل موجود، فإن نهاية الكورونا تبدو  بعيدة ومؤلمة، كما جاء في الواشنطن بوست .

ERM NEWS

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى