لجنة الزراعة والأهوار النيابية: أزمة شح المياه تشكل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي والبيئي في العراق
بغداد - وان نيوز

أكدت لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية أن العراق يمر بأسوأ مراحله على صعيد الزراعة والمياه، في ظل أزمة مائية غير مسبوقة أدت إلى خسائر جسيمة في الثروة الحيوانية والسمكية وتهدد بـ انهيار الموسم الزراعي الحالي.
وأوضحت اللجنة أن البلاد لم تحصل على الإطلاقات المائية الكافية هذا العام، فيما لم تُعلن الخطة الزراعية للموسم الجديد حتى الآن، مشيرة إلى أن أي خطة مرتقبة ستتضمن تقليصاً كبيراً في المساحات المزروعة بسبب شحّ المياه.
وبيّنت اللجنة أن محصول العنبر، أحد رموز الزراعة العراقية، مهدد بالاختفاء هذا العام، مؤكدة أن الثروة الحيوانية تراجعت بنسبة تصل إلى 70%، تلتها خسائر كبيرة في قطاعي الأسماك والزراعة بشكل عام.
وأضافت أن الأهوار شهدت جفافاً شبه تام، ما تسبب في نفوق أعداد كبيرة من الطيور والحيوانات البرية، محذّرة من أن الأزمة الحالية تشكل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي والبيئي في العراق.
وفي السياق، حذّر مختصون في المجال البيئي من أن جفاف البحيرات والأنهار في العراق لم يعد مجرّد ظاهرة بيئية عابرة، بل قضية اجتماعية وإنسانية تمسّ الاستقرار الريفي وتدفع أعدادًا متزايدة من السكان إلى الهجرة نحو المدن، ما يخلق تبعات نفسية واجتماعية خطيرة قد تؤدي إلى تفكك النسيج المجتمعي نتيجة اقتلاع المواطنين من بيئتهم الطبيعية.
وأشاروا إلى أن جفاف بحيرة آمرلي مثلاً لا يقتصر على الأثر البيئي فحسب، بل ينعكس أيضًا على فقدان المساحات الطبيعية التي تبعث الطاقة الإيجابية في نفوس المواطنين، وأن اختفاء هذه المواقع يقلل من فرص التفاعل الإنساني مع الطبيعة ويضعف الإحساس بالانتماء للمكان.
وأضافوا، أن المياه الواردة من تركيا وإيران تمثل النسبة الأكبر من الخزين المائي العراقي، إلا أن تراجع الإمدادات من البلدين، وانخفاض معدلات الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة فاقمت موجة التصحر والجفاف.













