السوداني يبعث رسائل سلبية إلى المجتمع الدولي.. الفصائل تتغول في السلطة وفشل ذريع بنزع السلاح

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني فشل في تنفيذ أبرز وعوده المتعلقة بـ نزع سلاح الفصائل المسلحة وحصره بيد الدولة، وهو ما انعكس سلبًا على علاقاته مع المجتمع الدولي، خصوصًا الولايات المتحدة الأميركية التي كانت تعوّل على حكومته في ضبط الأمن وتحقيق الاستقرار.

الفصائل العراقية باتت تتصرف اليوم على غرار الحزب اللبناني، حيث تمكّنت من فرض معادلة سياسية وأمنية موازية لسلطة الدولة، بل وتحدّت قرارات الحكومة بشكل علني. وأن هذا التمرد على الدولة لم يعد مجرد تحدٍّ داخلي، بل تحول إلى تهديد مباشر للسيادة العراقية ولأي مسار إصلاحي يمكن أن يُعيد للدولة هيبتها.

فقدان السوداني ثقة واشنطن والمجتمع الدولي يشكل انعطافة خطيرة، خصوصًا وأن العراق كان يُنظر إليه كحلقة توازن في المنطقة. لكن استمرار هيمنة السلاح المنفلت جعل الصورة أكثر تعقيدًا، وأفقد الحكومة القدرة على طمأنة الشركاء الدوليين بأنها قادرة على إدارة ملفات الأمن والسياسة بحزم.

وتحذر أوساط سياسية من أن الأوضاع مرشحة لمزيد من التصعيد الخطير في حال اندلاع مواجهة جديدة بين إسرائيل وإيران، إذ من المرجح أن تنخرط الفصائل العراقية في الصراع الإقليمي بشكل مباشر، ما قد يجر البلاد إلى أتون حرب بالوكالة على أرضها، ويعرض أمنها الداخلي لانتكاسة كبيرة.

فالعراق اليوم يقف أمام مفترق طرق، فإما أن ينجح في معالجة ملف الفصائل وفرض سلطة الدولة، أو أن ينزلق إلى مرحلة جديدة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي، قد تجعل أي انتخابات مقبلة فاقدة للمعنى وسط هيمنة السلاح وتراجع ثقة الشارع بالعملية السياسية.