في زمن السكون الإيراني.. تركيا تزحف بخطى واثقة نحو قلب القرار العراقي كدولة نفوذ “جديد وقوي وفاعل”
خاص - وان نيوز

في ظل التحولات المتسارعة في الإقليم، تتحرك تركيا بخطى واثقة نحو تعزيز نفوذها داخل العراق، مستثمرة لحظة فراغ جيوسياسي ناجمة عن تراجع تأثير طهران التقليدي، وصعود طبقة سياسية عراقية أكثر براغماتية وأقل ارتهانًا للاعتبارات الأيديولوجية.أنقرة، التي نسجت تفاهمات أمنية واقتصادية مهمة مع بغداد، تسعى الآن لتوسيع خارطة التعاون، متجاوزة مشروع “طريق التنمية” الذي بات عنوانًا للعلاقة الاقتصادية الجديدة بين البلدين. التركيز التركي ينصب هذه المرة على قطاع الطاقة، حيث كشفت وزارة الطاقة التركية عن إرسال مسودة اتفاقية لإعادة تشغيل خط أنابيب النفط مع العراق، بقدرة تجارية قد تصل إلى أربعين مليار دولار.لكن ما وراء هذا الطموح، قراءة أعمق للمشهد العراقي الجديد. رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يُجسد هذا التحول؛ رجل من خلفية سياسية شيعية تقليديًا قريبة من طهران، لكنه يتحرك اليوم بأدوات مصلحية لا طائفية، بحثًا عن شراكات تعيد تشغيل الاقتصاد وتقلل من الارتهان الخارجي.تركيا، بدورها، ترى في هذا التوقيت فرصة استراتيجية لتثبيت حضور طويل الأمد داخل العراق، قائم على النفوذ الاقتصادي أولًا، والتنسيق الأمني ثانيًا، في لحظة تبدو فيها إيران في حالة انكفاء تكتيكي، ما يفتح الباب أمام تحالفات جديدة ترسم ملامح نفوذ إقليمي متغيّر