تقرير: الفصائل لم تعد عناصر منفلتة بل أهداف محتملة ضمن معادلة الردع الأمريكي تحت عنوان حماية الاستقرار
خاص - وان نيوز

في لحظة غير عادية، انزلقت تغريدة السفارة الأمريكية بعد حادثة الدورة إلى ما يشبه البيان الأمني الطارئ… فبلهجة غير مسبوقة، تسمّي واشنطن الفصيل المتهم بالحادثة كجهة منفذة، وتكسر بذلك جدار الغموض السياسي لتضع الجماعات الولائية في خانة العدو الأمني لا الخصم السياسي.
ليست مجرد تغريدة… بل إنذار مبكر بإعادة تشكيل قائمة الأولويات الأمريكية في العراق.. فالفصائل المسلحة لم تعد عناصر غير منضبطة في مشهد فوضوي، بل أهداف محتملة ضمن معادلة الردع، فيما الحكومة العراقية تتلقى رسالة واضحة: الإخفاق في فرض السيطرة لن يبقى دون تبعات.
الأخطر… أن الموقف الأمريكي لا يقف عند حدود الإدانة، بل يفتح الباب أمام تدخل غير مباشر—سياسي، استخباري، وربما ما هو أبعد—تحت لافتة حفظ الاستقرار ومنع التكرار.
في الضفة الأخرى، جاء بيان الفصيل المتهم كمحاولة التفاف على الإدانة، لكن بلغة هجومية مموّهة. يُبرّئ نفسه، ويتهم الدولة، ويشرعن سلاحه، خارج أي تسلسل رسمي. إنه خطاب يهدف لإعادة التموضع بالسلاح، لا بالقانون.
هذه ليست مجرد حادثة أمنية… بل مشهد متكامل لانهيار مفهوم الردع، وتفكك قبضة الدولة، وصعود متسارع لمعادلة “اللادولة” كفاعل مستقل. العراق اليوم أمام اختبار سيادي لم يعد يحتمل التأجيل… فالقادم قد يكون أخطر من تغريدة.