بين سكون المفوضية وصخب الجبهات.. العراق يختبر قدرته على النجاة من قدر لا يُكتب في صناديق الاقتراع

رغم جاهزية المفوضية العليا من الناحية الفنية، والاستعدادات اللوجستية المعلنة لإجراء الانتخابات، إلا أن البيئة السياسية المحيطة لا توحي باستحقاق انتخابي وشيك، بل بمشهد مؤجل، مفتوح على الاحتمالات.” وان نيوز” استطلعت آراء خمس شخصيات سياسية من كتل مختلفة داخل الإطار التنسيقي، فجاء الرد موحدًا:

“إذا اندلعت مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، فلن تُجرى الانتخابات في موعدها المحدد.” هذا الموقف يعكس قناعة متزايدة لدى قوى نافذة بأن الاستقرار السياسي المحلي بات مرهونًا بالتطورات الإقليمية، وتحديدًا بإمكانية انخراط الفصائل المسلحة العراقية في أي تصعيد إيراني إسرائيلي، وهو ما يُهدد بإرباك كامل للمشهد الداخلي.البرود الذي يلف تحركات الكتل السياسية لا يرتبط بضعف الحملات الانتخابية فقط، بل بعجز الأطراف الفاعلة عن رسم ملامح المرحلة المقبلة وسط تآكل العلاقة بين بغداد وواشنطن، وتراجع أفق التفاهمات الإقليمية.الانتخابات، من حيث الشكل، تمضي وفق الجدول.

لكن من حيث الجوهر، هناك فراغ سياسي يزداد اتساعًا، وتوجس أمني يطغى على كل قراءة تفاؤلية. وفي هذا السياق، يصبح السؤال الأكثر واقعية: هل العراق بصدد انتخابات ديمقراطية… أم على أبواب إعادة ترتيب اضطرارية للمشهد بفعل فوضى الحروب