مقتدى الصدر لم ينسحب بل يعيد تموضعه في الخفاء ويترك خصومه في مهبّ ترقب قاتل للاحداث القادمة
خاص - وان نيوز

في لحظة يزداد فيها ضجيج الحملات الانتخابية، اختار مقتدى الصدر الصمت… لكنه صمتٌ ناطق ، ينتهي بعبارة واحدة: “ما خفي أعظم”. لم تكن جملة عابرة، بل فصلًا جديدًا يُكتب خارج صندوق السياسة التقليدية… فصلٌ يبدأ بالمقاطعة، لكنه لا ينتهي بها. التيار الوطني الشيعي بقيادة الصدر لم يعلن فقط الانسحاب… بل كشف عورة النظام، ورفض تزويق مشهد سياسي يرتكز على الميليشيات والسلاح المنفلت، وينهار تحت وطأة الفساد والتبعية. اشترط الصدر بناء الدولة… لا خوض الانتخابات. اشترط السيادة… لا شهوة المقاعد.وفي موقف لا يخلو من الجرأة، فصل الصدر موقفه الشخصي عن أي قرار فردي داخل التيار، واضعاً الحد الفاصل بين “المشروع” و”الطموح”، وبين الانتماء الحقيقي والرهان الزائف. إنها لحظة يقف فيها القائد خطوة إلى الوراء… لا انسحابًا، بل للانقضاض.ومع اختتام كلمته بعبارة “ما خفي أعظم”، يُترك الباب مفتوحًا… ليس للعودة فقط، بل لما هو أعمق: لمفاجأة، لانعطافة، لهجوم مؤجل. فحين ينسحب الصدر… لا يهرب، بل يُمهّد… والخصوم يعرفون أن الهدوء الذي يسبق العاصفة، لا يُؤتمن