الفصائل تتراجع والأحزاب منشغلة بمصالحها وبغداد تقترب من فك ارتباطها بطهران أمنياً وسياسياً واقتصادياً

إيران تقف أمام أخطر اختبار لنفوذها داخل العراق منذ 20 عامًا… القيادة الإيرانية تدرك أن قبضتها على بغداد لم تعد كما كانت… بل باتت مهددة بالتآكل… وصولًا إلى الفقدان الكامل.الضغط قادم من أكثر من جهة… واشنطن تشدد الخناق على بغداد لدفعها لفكّ الارتباط السياسي والأمني والاقتصادي مع طهران… خاصة في ملف الطاقة… بينما تصعد أنقرة كمنافس شرس… تزاحم إيران على النفوذ داخل العراق… بسياسة أكثر مرونة… وصفقات أكثر إغراء.

لكن الكارثة الحقيقية لطهران… أن أدواتها داخل العراق تنهار تدريجياً… الميليشيات تحت مرمى التهديد الأميركي المباشر… بالسحق أو التصنيف… فيما الأحزاب الشيعية الغارقة في تجربة الحكم باتت أقل استعدادًا لخوض حروب بالوكالة… وأكثر انشغالًا بحماية مصالحها داخل مظلة الحكومة العراقية التي بدأت تتبنى خطابًا سياديًا أكثر جرأة… وانفتاحًا على قوى إقليمية ودولية أخرى