الحياد ينهار تحت نفوذ الفصائل… وحكومة السوداني تفقد احتكار القرار والسيادة معاً
خاص - وان نيوز

الحديث عن حياد العراق في ظل التصعيد الإقليمي لا يعكس حقيقة ما يجري داخل منظومة الحكم. فالحكومة التي تلوّح بالنأي بالنفس، تقف على أرضٍ سياسية رخوة، تمسك بخيوطها قوى عقائدية تتحرك خارج منطق الدولة. الإطار التنسيقي، وهو الكتلة السياسية التي تشكّلت منها الحكومة، لا يمثل توافقاً سياسياً بقدر ما يجسد تحالف مصالح ونفوذ لفصائل مسلحة تمتلك خطاباً عسكرياً عابراً للحدود، ومواقف صدامية لا تخضع لحسابات الدولة. تلك الفصائل، التي كانت في زمنٍ ما خارج المؤسسات، أصبحت اليوم مكوناً أساسياً في الأجهزة الأمنية، والقرار السيادي، وحتى في تحديد ملامح السياسة الخارجية. هي لا تلتزم بخطاب الحكومة، ولا تعترف بحدود الدور العراقي، بل تتحرك كامتداد إقليمي لمشروع أوسع، يرتبط بمحور سياسي وأيديولوجي يتصادم مع الغرب. في هذا المناخ تصبح دعوات الحياد مجرد غلاف شكلي لواقعٍ تمزقه التناقضات. لا حياد حين تكون مفاتيح القوة بيد جماعات لا تؤمن بالدولة ، ولا تحتكم إلى الدستور. العراق يُدار بثنائية مضادة: حكومة تُعلن الحياد، وقوى نافذة تُمارس الانحياز. والنتيجة، دولة تتآكل من الداخل، وتفقد قدرتها على اتخاذ موقف مستقل أو الحفاظ على توازنها بين المحاور