إنها أخطر قائمة عقوبات أميركية ضد العراق منذ التسعينات
هذا ما يتفق عليه معظم خبراء السياسة والاقتصاد الذين راجعوا مقترح النائبين الأميركيين جو ويلسون وويليام گريگوري، اللَذين كتبا رسالة بأشد لهجة إلى إدارة الرئيس ترامب ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، فقد “وصل العراق إلى مرحلة الخضوع التام لإيران” خلال عهد الإطار التنسيقي وفقاً للرسالة.
كل حركات “الغش والاختفاء” العراقية فشلت، حتى الفكرة التي روجها الحشد الشعبي عن وجود “عراقٍ مقاوم” يفعل ما يريد و”عراقٍ آخر رسمي” لم تجد مَن يشتريها في واشنطن، فالعقوبات المقترحة تشمل كلُ المتهمين بالتواطؤ أو تسهيل أو حماية أو المساهمة بأي شكل في تهريب الأموال العراقية إلى إيران.
خطورة هذه الحزمة المقترحة تكمن في أنها لا تركز على المسلحين والفصائل والحشد الشعبي فحسب، بل تستهدف بشكل دقيق وعميق الفريقَ الأقرب إلى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من عبد الكريم فيصل وخالد اليعقوبي وحتى ربيع نادر.
وللمرة الأولى، ملأ النائبان 3 صفحات بأسماء المسؤولين العراقيين من رأس الهرم السياسي مثل المالكي وعبد المهدي ثم إلى مستوى وزيرة المالية ومحافظ بابل ووزير التعليم وصولاً إلى مدراء ومسؤولين بمناصب صغيرة بل إلى ما هو أدنى حيث اقترح معاقبة نواب مثل يوسف الكلابي ومصطفى سند وعدي عواد، إلى جانب قائمة بالمصارف الحكومة والأهلية.
ما يُمكن فعله في اليوم التالي.. هو أن يتوجه فريق من حكومة السوداني إلى السفارة الأميركية لتقديم توضيحات إلى السفير أو الحصول على تطمينات، لكن السفارة -في الحقيقة- بلا سفير منذ 6 أشهر، في ما يشبه تخفيضاً أميركياً صامتاً للتمثيل الدبلوماسي، يترك العراق في واحدة من أسوأ مراحل علاقته بالولايات المتحدة.