تحالف سياسي على “حافة الدستور”.. السوداني يراهن على شراكة مع الفياض ويخسر حلفاءه التقليديين
خاص - وان نيوز

في خطوة لافتة، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن تشكيل ائتلاف انتخابي جديد استعداداً للانتخابات المقبلة، ضمّ في صفوفه شخصيات من بينها رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، إلى جانب قوى وشخصيات أخرى، بعضها مدرج على لائحة العقوبات الأمريكية.
دستورياً، يواجه التحالف إشكالية واضحة، إذ تنص مواد في الدستور العراقي على منع من يتولى منصباً أمنياً من الانخراط في العمل السياسي، ما يُلقي بظلال من عدم الشرعية على مشاركة الفياض في التحالف، ويعرّض الائتلاف للطعن القانوني المحتمل في حال خوضه الانتخابات بصيغته الحالية.
ووفقاً لمصادر أوردتها صحيفة المدى البغدادية، فإن التحالف لا يبدو متماسكاً أو قائماً على أسس أيديولوجية أو برنامجية واضحة، بل أقرب إلى كونه تحالفاً انتخابياً ظرفياً، يعكس حرص السوداني على تأمين غطاء سياسي موسّع في مواجهة ضغوط داخلية وخارجية متزايدة.
ويُعتقد أن أول ضربة تلقّاها التحالف تمثّلت بانسحاب ثلاث قوى رئيسية كانت ضمن المفاوضات التمهيدية لتشكيله، منها تيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وائتلاف النصر بقيادة حيدر العبادي، ومنظمة بدر بزعامة هادي العامري. وتفيد مصادر سياسية بأن سبب الانسحاب لا يقتصر على الخلاف حول ترتيب المواقع، بل يرتبط أيضاً بموقف السوداني من الملف السوري، ورغبته في احتكار القرار داخل التحالف.
وجاء الإعلان عن هذا التحالف بعد أيام من القمة العربية التي شهدت حضوراً باهتاً للعراق، ما دفع مراقبين إلى الربط بين الظهور الدبلوماسي الضعيف في الخارج، ومحاولة لملء هذا الفراغ داخلياً من خلال تحالف انتخابي يفتقر إلى النضج السياسي، ويبدو عرضةً للتفكك المبكر