“مؤتمر بلا قادة وبيان بلا موقف”.. بغداد تفشل في تحويل القمة العربية إلى فرصة لترميم صورتها الخارجية
خاص - وان نيوز

قمة فاشلة على جميع الصعد، هكذا كانت ردود الفعل تجاه القمة العربية التي عقدت في بغداد وسط غياب شبه كامل للزعامات العربية ورؤساء الدول.
ويظهر ان القمة التي رُوّج لها باعتبارها “عودة العراق إلى عمقه العربي”، سرعان ما كشفت عن خلل عميق في الأداء الدبلوماسي للدولة العراقية، وأنتجت مخرجات ضعيفة، انعكست في مضمونها السياسي، وفي صورة العراق أمام شعبه وأمام شركائه الإقليميين.
ومنذ لحظات الافتتاح، بدا جليًا أن بغداد لم تنجح في تأمين مشاركة فاعلة من القادة العرب، سيما مع الغياب اللافت لرؤساء دول محورية، والاكتفاء بمستويات تمثيل متدنية، وهو ما شكّل رسالة ضمنية عن غياب الثقة بقدرة العراق على إدارة الملفات المعقدة، أو ربما عدم اقتناع بعض العواصم بحياد بغداد التي تمتلك علاقات غير تقليدية مع ايران.
وبالتزامن مع ارتفاع تكاليف القمة الى قرابة نصف مليار دولار، ظهرت أخطاء دبلوماسية وتنظيمية أثارت السخرية، منها وضع علم البحرين خلف امير قطر، الى جانب العشوائية في استقبال الضيوف من مطار بغداد الدولي.
وانفقت الحكومة المليارات على تعبيد الطرق واجراء تأهيلات للمباني الدبلوماسية لاستقبال الوفود، وايضاً دفعت بتجاه منح تبرعات من القمح والحنطة والنفط مقابل انجاح القمة.
ورغم ذلك لم تنجح القمة في تقديم أي مضمون سياسي نوعي، ولم تنتج مخرجات ذات تأثير في الملفات الإقليمية باستثناء عبارات فضفاضة، بل على العكس، كشفت عن ارتباك داخلي في القرار العراقي وانقسام بين الحكومة من جهة وبين الفصائل واحزاب الاطار من جهة اخرى، وهو انقسام سيشتد حدة بحلول الانتخابات المقبلة.