ساحة تصفية حسابات إيرانية أمريكية لا طرف تفاوضي.. العراق “الغائب الحاضر” في مفاوضات عمُان النووية

رغم غياب العراق رسميًا عن طاولة مفاوضات عمُان بين الولايات المتحدة وإيران، إلا أن ملفه حاضر بقوة خلف، خصوصًا فيما يتعلق بالبند السابع من شروط واشنطن التي تنص على ضرورة احترام سيادة الحكومة العراقية ونزع سلاح الميليشيات، وفقاً لما جاء في البنود التي اطلعت عليها وان نيوز.
وتحولت الفصائل المسلحة في العراق، التي لطالما كانت أذرعًا لإيران في المنطقة، إلى كيانات شبه مستقلة، تملك نفوذًا سياسيًا واقتصاديًا، فيما يبدو ان ارتباطها بطهران لم يعد مجرد تبعية مطلقة، بل شراكة في بعض الملفات، وتبادل أدوار في ملفات أخرى.
ورغم الضغط الأمريكي، تُصر طهران في مفاوضاتها على رفض حلّ الفصائل الخمسة الكبرى في العراق، التي تعتبرها خط الدفاع المتقدم عن مصالحها الإقليمية، وأي مساس بها يُنظر إليه كاستهداف مباشر لعمقها الاستراتيجي.
وبالمقابل تتعامل طهران مع هذه الفصائل كورقة تفاوض بيدها، بينما تعتبرها واشنطن تهديدًا مباشرًا يجب تحييده، وهنا يتكرّس دور العراق ساحة لا طرف، واداة ضغط في مفاوضات لا يُستشار بها ولا يُسأل عن رأيه فيها، كما يقول مراقبون.
ويبقى ملف العراق حاضراً كجزء أساسي في أي تفاهم أمريكي إيراني، خاصة في ظل تعقيدات الوضع الأمني ودور الفصائل المسلحة في الداخل.
ورغم أن المفاوضات في عمّان تُعقد بعيدًا عن العلن، إلا أن انعكاساتها ستظهر بشكل مباشر في العراق، سواء عبر تهدئة مؤقتة أو تصعيد محسوب.