اخر الاخباراخبار صحيةاخبار محلية

“سفاح” يغزو مياه العراق.. ماذا تعرف عن العائلة البلطية؟

ظهر في السنوات الأخيرة سمك البلطي أو المشط في أهوار جنوب العراق دون معرفة مصدر قدومه، فيما تؤكد وزارة الزراعة العراقية أن هذه الأسماك تمثل تهديداً كبيراً للنظام البيئي والأسماك المحلية المعروفة مثل البني والكارب والشبوط.

ويعرف سمك البلطي، بأنه نوع من الأسماك التي تنتمي إلى العائلة البلطية، وتتميز بقدرتها على التكيف مع مختلف الظروف البيئية، حيث تتمكن من مقاومة زيادة كثافة المياه والبقاء في تركيز منخفض للأكسجين الذائب في الماء.

ويعود أصل سمك البلطي إلى إفريقيا، حيث يعيش في المياه العذبة والمائلة للملوحة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.

وتعد أسماك البلطي، من الأسماك الدخيلة على الأنهر والمسطحات المائية العراقية، كونها سمكة مزارع هاربة، ويعتقد أنها جاءت ضمن مياه نهر الفرات قادمة من سوريا، وحالياً تتواجد في عدد من المحافظات العراقية.

ويشكل دخول هذا النوع الغازي خطراً على التنوع البيئي للأسماك العراقية، إذ تتسبب بانخفاض أعداد أنواع الأسماك المحلية والحد من تكاثرها لتبقى هي المتسيدة في الأنهر والمسطحات المائية، ما يؤدي إلى اختلال السلسلة الغذائية المبنية على التوازن الطبيعي.

وفي هذا السياق، أفاد مدير الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة العراقية، وليد الزرفي، إن “الوزارة لا علاقة لها بتربية سمك البلطي وتكاثره، بل هو يتربى من ذاته، وأن اتجاه الوزارة هو نحو إكثار أسماك الكارب بأنواعه والأسماك العراقية من الكيطان والشبوط وغيرها”.

وذكر الزرفي، أن “مشكلة سمك البلطي هي بقدرته على التكاثر في بيئات متعددة وحتى القاسية منها التي لا تعيش فيها الأسماك العراقية، وبذلك ينافس الأسماك المحلية في المسطحات المائية العراقية”.

وأشار الزرفي، إلى أن “وزارة الزراعة أطلقت في الموسم الماضي 200 مليون يرقة و8 إلى 9 ملايين إصبيعة من أسماك الكارب، و450 ألف سمك عراقي من البني والكطان، لكن سمك البلطي يأكل بيوض هذه الأسماك وينافسها على الغذاء وبالتالي تقل أعدادها، ما يتسبب بضرر على التوازن البيئي”.

وزاد بالقول: “الوزارة ليس لديها معلومات عن تاريخ دخول سمك البلطي إلى البلاد، لكن تربى هذا النوع من الأسماك في القارة الأفريقية، وجميع الدول تربيه كقيمة اقتصادية، لكن في العراق غير مستساغ تناوله، وبما أن الوزارة ليس لديها تخصيصات لهذه المسائل، سيتم اللجوء إلى المستثمرين لتبنيه”.

 

وعن أضرار تناوله، أوضح الزرفي، أن “أي سمكة تتربى في المبازل تسبب ضرراً على المستهلك، لأن المبازل عبارة عن مخرجات للسقي التي هي عبارة عن أسمدة ومبيدات ومياه ثقيلة، وبالتالي تؤثر على الأسماك، لكن معظم الأضرار تكون في الحراشف وليس داخل السمك، وفي حال فيه ضرر فأن قرار منعه في الأسواق من مهام دائرة الصحة العامة وليس وزارة الزراعة”.

من جهته، قال رئيس الجمعية العراقية لمنتجي الأسماك، إياد الطالبي، إن “سمك البلطي دخيل على العراق، وبدأ دخوله من البصرة قبل سنوات، ومن ثم امتد إلى الناصرية وبابل وباقي المحافظات وهو حالياً على مشارف بغداد”.

وأكد الطالبي , أن “أكثر انتشار سمك البلطي هو في البصرة، حيث هناك كميات كبيرة منه وأصبح عبئاً على المحافظة وتسبب بتلوث كبير، فيما لا تزال إجراءات الحكومة المحلية غير مجدية”.

ولفت إلى أن “سمك البلطي يتكاثر 4 مرات في السنة الواحدة، ويصل حجمه إلى 100 غرام، وهو غير مستساغ تناوله وتداوله في الأسواق العراقية”.

وبين أن “سمك البلطي يخرج مع الكارب بكميات كبيرة ويؤذيه وينافسه بالتغذية، فهو منافس كبير مع الأسماك ومفترس للإصبعيات الصغيرة وللأسماك الأخرى”.

ودعا الطالبي، الحكومة المركزية إلى “تهيئة معمل لاستخدام سمك البلطي في البروتين الذي يعطى لتغذية الأسماك أو الحيوانات الأخرى”.

من جانبه، ذكر صياد الأسماك أبو علي من محافظة بابل، إن “الأسماك عادة في موسم الشتاء تبدأ تختفي ولا تخرج سواء في الشط أو النهر، لذلك يتم اللجوء إلى البزول المالحة، وعند رمي الشبكة أو السنارة يخرج سمك البلطي، لذلك يعد هذا النوع من الأسماك أكثر فائدة اقتصادية نظراً لقلة الأسماك المحلية”.

وتابع أبو علي :  “سعر السمكة 500 دينار وأحياناً يتم البيع حتى بـ250 دينار، ويزداد الإقبال عليه من ذوي أصحاب الدخل المحدود، لذلك عادة ما أقصدهم بالذهاب إلى المناطق والأحياء الفقيرة لبيعه هناك، حيث أعرضه في حوض الستوتة ويبدأ الإقبال عليه”.

وخلص إلى القول إن “البعض يطلق على سمك البلطي تسمية (السفاح) لإضراره بالأسماك الأخرى، لكنه لا يخلو من القيمة الغذائية، وكذلك يعتبر مصدر رزق لعوائل كثيرة في موسم الشتاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى