العبادي في مصارحة تأريخية مع العراقيين: ثورة تشرين هزت النظام و70% من الشعب تعاطف معها
خاص/ وان نيوز

معلومات تكشف لاول مرة يتحدث عنها رئيس الوزراء الاسبق حيدر العبادي بشأن تظاهرات تشرين وورقة الاتفاق السياسي، والانتخابات المقبلة، الهوة تتسع كثيرا بين الشعب والطبقة السياسية حتى وصلت الى درجة تثير الرعب وتفصل السياسيين بعيدا عن واقعهم المضطرب.
يعود العبادي الذي يتحدث في مقابلة صحفية، الى الوراء وتحديدا عام الفين وتسعة عشر حينما ساند العراقيون اكبر ثورة شعبية عرفها العراق في عهده الحديث، يقول العبادي ان احتجاجات تشرين هزّت النظام السياسي، ليس بسبب أعداد المتظاهرين في الشارع فقط، وانما بحسب الاحصائيات التي اجرتها الحكومة فإن نحو سبعين بالمئة من السكان كانوا متعاطفين معها.
احتجاجات تشرين بحسب رئيس الوزراء الاسبق، أظهرت ان الناس مع التغيير والإصلاح، لكن الكتل السياسية ذهبت باتجاه الترضية وحفظ مصالحها، غادر العبادي المنصب عام الفين وتسعة عشر وقد ترك فراغا لم يستطع عادل عبد المهدي ان يملئه، ويعلل الرجل سبب اتساع الهوة بين الشعب والسلطة، بأن الاخيرة تحاول اخفاء الحقيقة، ويضرب مثلاً كيف ان العراقيين عزفوا حتى عن تحديث بيانتهم الانتخابية وتجاهل انتخابات مجالس المحافظات.
يقول الرجل ان النظام السياسي قائم على حضور الناس، وعدم مشاركة الجمهور في الانتخابات يضعف شرعية النظام، وربما يفسر ذلك امتناعه عن التوقيع على على وثيقة الاتفاق السياسي مع الاطار التنسيقي لاعتراضه على بعض بنودها مثل توزيع الثروات والمناطق، لأنها ملك الناس وليست للقوى السياسية.
ويؤشر العبادي في تصريحاته اتساع ظاهرة الفساد، مستشهدا بسرقة القرن التي استمرت لمدة عام كامل، انه التواطؤ من قبل البنك المركزي ووزارة المالية ومصرف الرافدين الذي سمح بتفاقم هذه السرقة التأريخية.
وتعكس بالمجمل تصريحات العبادي الذي يمثل خط الاعتدال في الاطار التنسيقي اتساع الخلل في النظام السياسي الذي بدأ يلتهمه من الداخل شيئا فشيئا.