تقرير: التحالفات الانتخابية الجديدة في العراق “براغماتية” وبعيدة عن الثوابت
بغداد/ وان نيوز
بدأت القوى السياسية العراقية بمختلف مكوناتها وتسمياتها الاستعداد والتحشيد الجماهيري لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة التي ستكون بوابة رئيسة للانتخابات النيابية التي تنتظرها الأوساط السياسية والشعبية.
وبحسب تقرير نشرته “الاندبدنت عربية” وتابعته “وان نيوز”، ، فإنه “لا يزال الغموض يلف بشكل كبير شكل وآلية التحالفات في الانتخابات المقبلة، إذ تجمع تلك التحالفات توجهات وأفكاراً مختلفة لقادة الكتل والزعماء السياسيين”.
وصوت مجلس النواب العراقي على موعد إجراء انتخابات مجالس المحافظات (ما عدا محافظات إقليم كردستان العراق)، في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.
ويرى متخصصون في الشأن السياسي العراقي أن التحالفات الانتخابية هي في النهاية تحالفات براغماتية، مؤكدين أن محاولة الفوز في الانتخابات ربما تتطلب من بعض الأطراف السياسية أن تتحالف مع تلك البعيدة من طبيعة الثوابت والمبادئ والأهداف.
دعم ورفض التدخلات
وكان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أكد في وقت سابق دعم حكومته لمفوضية الانتخابات من أجل إجراء انتخابات مجالس المحافظات.
ووجه السوداني خلال ترؤسه اجتماعاً خصص لبحث استعدادات إجراء انتخابات مجالس المحافظات بحضور رئيس وأعضاء مجلس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، بضرورة التزام الحيادية في أداء العمل ورفض التدخلات من أي طرف وبأي شكل كان، من أجل الحفاظ على شفافية العملية الانتخابية وثقة المواطنين بنتائجها ومخرجاتها
وأكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان أن السوداني شدد خلال الاجتماع على استمرار الحكومة بتقديم كل الدعم لمفوضية الانتخابات من أجل نجاح مهمتها في إجراء انتخابات مجالس المحافظات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن نجاح المفوضية في تنظيم الانتخابات ترجمة لما أكده المنهاج الوزاري والبرنامج الحكومي وإيفاء للالتزام بإجرائها.
متغيرات جديدة
تشهد الساحة السياسية اليوم متغيرات كثيرة مع مساعٍ لصعود قوى جديدة في العراق، كما كشف تحالف الأنبار الموحد عن مفاوضات يجريها مع قوى أخرى لإعلان التحالفات الانتخابية المقبلة.
وقال القيادي بتحالف الأنبار الموحد طه عبدالغني في تصريح صحافي إن “خريطة القوى السياسية ستتغير في الأنبار بشكل كبير قريباً”، وزاد أن تحالف الأنبار مستمر في المحادثات مع قوى أخرى من أجل الإعلان عن تحالفات كبيرة وفاعلة للمنافسة على الانتخابات المحلية المزمع إقامتها نهاية العام الحالي.
مسارات زئبقية
المحلل السياسي عصام الفيلي يرى أن كل الأحزاب بنيت على أساس الحذر والقلق وتتحرك في مسارات زئبقية وهناك تكتلات ذات أبعاد طائفية تحكمها الظروف.
وقال الفيلي إن كثيراً من التكتلات انشطرت في ما بينها، وهذا لم يكن فقط في البيت الشيعي، وإنما حتى في البيت السني والبيت الكردي لأن النفود السياسي يقود النفوذ الاقتصادي.
أما في خصوص الثقة، فيشير إلى أن القوى السياسية وإن شكلت انسجاماً، لكنها أساساً مختلفة وأحياناً يتطور النهج والموضوع أو الأداء السياسي ما بعد الانتخابات إلى خلق تضادات وفق مصلحة كل فئة على حساب المصالح الأخرى.
التحالفات الانتخابية
ومن جانبه، قال رئيس مركز الفكر السياسي إحسان الشمري إن التحالفات الانتخابية هي في النهاية تحالفات براغماتية وإن محاولة الفوز في الانتخابات ربما تتطلب من بعض الأطراف السياسية أن تتحالف مع قوى بعيدة من طبيعة الثوابت والمبادئ والأهداف.
وأوضح الشمري أن هذه التحالفات ليست واضحة بشكل كبير لأن هدفها محدود ومرتبط بالانتخابات والقوى السياسية، وهناك تحالفات كثيرة غير شفافة تحكمها مصالح الزعماء السياسيين أكثر مما يحكمها البرنامج.
وذكر رئيس مركز الفكر السياسي أنه لا يمكن التعويل على التحالفات الانتخابية لأنها سرعان ما تتلاشى وربما تكون هناك انقلابات سريعة بمعنى حتى نتائج الانتخابات هي مرحلية أهدافها محدودة، وبحكم الانتخابات البرلمانية الأخيرة ووجود صراع سياسي ومصالح جديدة ستؤدي بما لا يقبل الشك إلى صياغة تحالفات بعيدة من التحالفات التي شهدناها في انتخابات عام 2021.
المصدر: اندبندت عربية