اخر الاخبار

“السوداني يكافح من أجل ألا يتم إيقاظ التنين”. الصدر “المنعزل” قد يعود عبر إنهيار حكومي

يبدو زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في الوقت الحالي معزولا وفي اضعف مراحله منذ العام 2005، وان ايران التي تسيطر على عشرات الفصائل المدججة بالسلاح داخل العراق، قد يكون أمامها الآن فرصة من اجل توسيع نفوذها على الحكومة العراقية، وهو السيناريو الأسوأ بالنسبة إلى الولايات المتحدة وحلفائها.

جاء ذلك في تقرير لوكالة رويترز، حيث أوضح أن الصدر الذي هيمن على السياسة العراقية طوال عقدين، منعزل حاليا، بعدما شجعت خطوة التراجع عن السياسة التي قام بها، خصومه المدعومين من ايران واثارت احتمالات اندلاع مواجهات طائفية جديدة، لكن الزعيم الصدري يراقب الأوضاع السياسية ومستعد للعودة في حال ظهرت انتخابات جديدة، وانه لا يتوقع استمرار حكومة محمد شياع السوداني طويلا في الحكم.

الصدر الذي فاز في انتخابات العام 2021 اختار الانسحاب في أغسطس/آب الماضي بعد فشله الذي استمر سنة، في تشكيل حكومة من دون خصومه المقربين من ايران، هذا القرار قد يؤدي الى ابعاد بعض أتباعه الذين ساهموا في دفعه الى قلب السياسة في العراق، في مرحلة ما بعد الفوضى التي خلفها الغزو الذي أطاح بالديكتاتور صدام حسين.

ونقل التقرير عن الناشط الصدري علي العقابي قوله ان “بعض الموالين الذين يدعمون السيد مقتدى، بدأوا يشكون من ان انسحابه من السياسة والبرلمان، سيفتح الطريق بشكل اكبر امام الاحزاب الفاسدة لكي تسيطر على الحكومة”. واضاف “حدث هذا الان للاسف”.

ونقل التقرير عن اربعة مسؤولين أمنيين قولهم ان رئيس الحكومة محمد السوداني قام بتعديلات في عدة مناصب امنية مهمة وعيّن مسؤولين مقربين من احزاب مدعومة من إيران، بما في ذلك منصب رئيس المخابرات العسكرية الحساس الذي كان يتولاه في السابق شخصية وصفها التقرير بأنها “أكثر موالاة للغرب”.

الا ان خمسة نواب من الشيعة ومسؤولين صدريين قالوا ان السوداني رفض بشكل متكتم دعوات من جانب خصوم الصدر لاقالة مسؤولين محسوبين على انتمائهم الى الصدر، وذلك خشية أن تؤدي خطوة كهذه إلى أعمال عنف.

ولفت التقرير إلى أن هذه المعلومات من جانب أربعة نواب من الشيعة، تستند على مضمون لقاءات عقدت بين السوداني وسياسيين شيعة في 20 تشرين الاول/ أكتوبر وفي 11 كانون الاول/ديسمبر الحالي.

وبعدما لفت التقرير الى اقتتال اهلي محدود وقع بعدما نزل انصار الصدر الى الشوارع عندما اعلن تنحيه عن العمل السياسي، نقل عن مسؤول حكومي شيعي يحضر اجتماعات مجلس الوزراء اسبوعيا، قوله ان “السوداني يكافح من اجل الا يتم إيقاظ التنين”.

كما لفت التقرير إلى “زئبقية” الصدر الذي من الممكن ان يكون انسحابه هذا مؤقتا. ونقل عن احد المقربين من الزعيم الصدري قوله انه “بمجرد ظهور مؤشر على انتخابات جديدة، فان الصدر سيشارك”.

واشارت “رويترز” الى انها لم تتمكن من التواصل مع الصدر للحصول على تعليق منه، مضيفة انه اغلق العديد من المكاتب التابعة له منذ انسحابه من العمل السياسي.

كما نقل التقرير عن ممثل للزعيم الصدري في مدينة كربلاء قوله ان “الصدر يتابع عن كثب التطورات السياسية وأداء حكومة السوداني التي يعتقد (الصدر) بانها لن تستمر طويلا”.

استطلاع ل”معهد تشاتهام هاوس” البريطاني اظهر ان اتباع الصدر كانوا الاكثر استعدادا للتصويت من المجموعات الاخرى، اوضحت “رويترز” ان الصدر، بالاضافة الى خسارته بعض التأييد في الشارع الان، فان قبضته ربما تكون قد ضعفت ايضا بسبب تردده في اظهار بعض البراغماتية في تشكيل حكومة مع الاطراف المدعومة من طهران التي يرى البعض انها حليفة في الحرب ضد تنظيم داعش.

ونقل التقرير عن المحلل جاسم البهادلي المقيم في بغداد قوله ان “فشل الصدر في تشكيل مثل هذه الحكومة وسقوط تحالفه في مواجهة اعتراض ايران وحلفائها في العراق، أثر على الوضع السياسي لمقتدى وأجبره وحركته على الجلوس في المقاعد الخلفية”.

كما نقل التقرير عن رجال دين من الموالين للصدر ونواب سابقين ومحللين قولهم ان الصدر ليس له الان اي دور سياسي محدد بوضوح للمرة الاولى منذ العام 2005، وهو ما يجعله في اكثر حالاته ضعفا منذ دخوله السياسة العراقية.

وفي حين ذكر التقرير بموقف اية الله الحائري في آب/اغسطس الماضي عندما انتقد الصدر متهما اياه بتقسيم الشيعة، نقل عن رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية العراق غازي فيصل قوله ان موقف الحائري اعطى دفعا للجهود الايرانية من اجل تعزيز قوة حلفائها في السياسة العراقية.

وعندما طلبت “رويترز” التعليق من الحائري، قال احد ممثليه انه لن يعلق على قضية سياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى