8 عقود اسس فيها الحزب الديمقراطي الكردستاني ركائز اقليم كردستان رغم التحديات الكبيرة

التجديد، العدالة، التعايش.. شعار اتخذه الحزب الديمقراطي الكردستاني منذ تأسيسه قبل اكثر من 8 عقود، واليوم يعيد الحزب التذكير بمبادئه مع انطلاق المؤتمر الرابع عشر للحزب في مدينة دهوك.
ومنذ تأسيس الحزب في اربعينيات القرن الماضي بقيادة الراحل الملا مصطفى بارزاني، اخذ دورا مهماً عكست مكانته على صعيد اقليم كردستان والعراق والعالم، فالقضايا التي يحملها الحزب واحدة وثابتة، تطلعات الكرد بالتوحد تحت راية واحدة، ورغم هذه الثوابت ادرك الحزب ان الامور لن تسير بيسر وسهولة، وان الطريق سيبقى طويلاَ، وان الثابت الوحيد في هذه المعادلة هي المتغيرات نفسها.
لذلك عمد الحزب خلال مسيرته على تنظيم عدة مؤتمرات، كان بعضها يتم بشكل سري واخر يجري علانية مع تحسن علاقة الحزب بالسلطة الحاكمة في العراق، ابتداء من اول مؤتمر عقد في بغداد عام الف وتسعمئة وستة واربعين، ومرورا بعدة مؤتمرات عقدت في كركوك، ومناطق متفرقة من اقليم كردستان.
وبحلول عام الف وتسعمئة وتسعة وسبعين، تختلف المعادلة، بعد انتخاب الزعيم الحالي مسعود بارزاني رئيساً للحزب بتصويت المشاركين بالأجماع، الاوضاع تتبدل، والتحديات تتصاعد، خصوصا مع فترة الحرب العراقية الايرانية.
وفي عام الف وتسعمئة وواحد وتسعين، يضع الحزب الديمقراطي بذرة نواة اول تأسيس دستوري لاقليم كردستان، مع فرض التحالف الدولي منطقة حظر الطيران، فقام الحزب بالمشاركة في الانتخابات التي نضمت في كردستان حيث حاز الحزب على 51% من اصوات الناخبين في الانتخابات التشريعية وتشكلت في عام 1992 حكومة مشتركة للحزب الديمقراطي الكردستاني مع الاتحاد الوطني الكردستاني لإدارة الاقليم.
التحديات لم تنتهي هنا، سنوات يتعرض فيها الحزب لضغوطات خلفتها الحرب الاهلية التي استمرت من عام الف وتسعمئة واربعة وتسعين، وحتى عام الف وتسعمئة وثمانية وتسعين، فضلا عن الملاحقة والاضطهاد التي يتعرض لها قادة الحزب الديمقراطي من قبل النظام الحاكم في بغداد، ليولد كل ذلك نواة معارضة وطنية، تبلورت بعد سنوات بكتابة اولى صفحات الدستور العراقي في منزل الزعيم مسعود بارزاني.
وبعد عام الفين وثلاثية، مثل الحزب احد اعمدة النظام السياسي الديمقراطي في العراق، وعمل جاهداً على تثبيت المكتسبات التي حققها على الصعيد الداخلي في اقليم كردستان، من خلال اتباع منهج التعايش السلمي ودعم الاقتصاد والاستثمار، وجعل الاقليم مركزا للامن والاستقرار رغم الاحداث المشتعلة في المنطقة، وبقيت هذه الفترة مستمرة حتى يومنا هذا، وحتى في مرحلة ما بعد اجراء الاستفتاء على الاستقلال عام الفين وسبعة عشر، والتي اسفرت عن اتخاذ بارزاني قرار التنحي من رئاسة اقليم كردستان.
واليوم يقرر الحزب الديمقراطي التمسك بالتعهدات التي قطعها لشعبه، ليعقد المؤتمر الرابع عشر الذي سيستمر على مدى ثلاثة أيام لمناقشة النظام الداخلي وبرنامج الحزب للمرحلة القادمة اضافة الى اختيار رئيس جديد للحزب، ومجلس قيادة جديد للمرحلة المقبلة