نبوءة مسعود بارزاني تحققت والاحتجاجات تصاعدت.. استفتاء كردستان محطة كبرى في مسار الاحتجاج العراقي

زارته وفود كثيرة من العرب والعجم طوال فترة التحضير للاستفتاء على كردستان واستقلالها، وكان مسعود بارزاني يقول لهم، لماذا الخشية من الاستفتاء؟ كان يقول ان صيغة الانخراط في العراق هي اقامة داخل البيت العراقي، وهو بيت يحترق بفعل ادارة سيئة للخلاف السياسي، وبفعل نقص الارادة في الاصلاح. وكل من يقيم في بيت يحترق، اما ان ينجح في اطفاء لهب النار، او يخرج من البيت مع عياله قبل ان ينهدم. او يخرج محتجا بكل الصيغ على الهدم والحريق. كما فعل حراك تشرين لاحقا، وكما فعل تيار الصدر بعدها.
ظل الرئيس بارزاني شهورا، يحذر من مرحلة ما بعد داعش. انتهت الحرب، لكن السياسات الحمقاء التي جاءت بداعش، بقيت تمد نفوذها في اخطر القرارات. وهكذا تلكأ الاصلاح وتعطل. وكان لابد من احتجاج على ذلك، على الاذان المسدودة امام دعوات الحوار لتطوير الادارة، وانقاذ البلاد من فشل عميق.
وصلت صرخة مسعود بارزاني، واحدثت هزة وزلازل، فهمها العقلاء، وحاول استغلالها المتورطون في حرائق البلاد والعباد. لكن نبوءة بارزاني تحققت، والاحتجاجات تصاعدت، ولم تعد كردستان وحدها تشتكي وتحذر من العواقب الوبيلة للادارة المشلولة ونفوذ السياسات الحمقاء. فخرج شباب العراق في تشرين، ضمن مسار احتجاج واعتراض، يشترك مع غضب بارزاني في معظم قضاياه.
ثم جاء غضب التيار الصدري، خروجا من بيت يحترق، وانسحابا من برلمان مشلول، ودعوة لتغيير جذري في النظام، بعد ان عجز التظام عن محاورة كردستان، وعجز النظام عن محاورة شباب تشرين، وعجز النظام عن محاورة الصدر المنتصر في انتخابات الخريف الماضي.
مسار زمني مليء بمحطات الاحتجاج. بعد داعش، كان لابد من اعتراض، كي لا نقع في الهاوية ثانية. اقوى الزلازل بدأت من كردستان، ثم غنى وطبل الفاسدون وناقصو الحكمة، واتهموا كردستان بالخيانة، وحاولوا محو الرسالة الجوهرية للاعتراض الكردي. وفي ثاني الزلازل جاءت صرخة تشرين، فذبحوا الاحتجاج واتهموه بالعمالة. ثم جاء اعتراض التيار الصدري لينبه على خطورة تسليم البلاد للفاسدين والتبعيين. فذبحوا انصار الصدر واتهموا الصدريين بالخيانة ايضا.
حكاية اعداء الاصلاح مع صرخات الغضب الاحتجاجية، هي نفسها، مع صرخة الاستفتاء، واعتراض تشرين، وانسحاب الصدر من النظام العاجز. حوار بين اهل الاصلاح وبين نفوذ الفساد وناقصي الاهلية. وطوال هذه المحطات ومعركة الاحتجاج مستمرة. من قمة جبل سره رش، حتى اخر نقطة في شط العرب.
لمشاهدة التقرير اضغط هنا