اخترنا لكماخر الاخبارسياسة

تصحيح العلاقة مع ايران او حرب داخلية.. مسعود بارزاني هو الاقدر على اطلاق حوار مع طهران بمصالح محسوبة

التنافس العنيف الحاصل بين التيار الصدري وإيران، سيقرر مستقبل العراق، تقول مجلة فورين بوليسي الامريكية محذرة من اقتتال داخلي. فالاضطرابات الأخيرة، كشفت اننا لا نتحدث عن تشكيل حكومة، بل “معركة الجغرافيا السياسية” العميقة بين إيران والعراق، والصراع على عرش العراق.
اكبر الاسئلة. من الذي سيمنع الحرب الداخلية في العراق؟ فالعجز والشلل أصاب كل الاطراف المتعقلة والمجنونة، ويخيم صمت حذر اقليميا ودوليا. ولم يعد في الكنانة سوى سهم أخير، لايزال يترقب لحظة كبيرة تليق بالعراق وشركائه.
انه يعرف ايران، اكثر مما يعرفها اي سياسي اخر في العراق. مسعود بارزاني المولود عام الف وتسعمائة وستة واربعين، في جمهورية مهاباد، الواقعة في كردستان ايران، فتح عينه للمرة الاولى على ضربة وجهتها ايران لاول كيان اراد ان يبني وطنا لشعب كردستان. ومرت الازمان واعترفت ايران ومعها العراق، بشرعية الحوار مع الثورة الكردية.
وفي هذه الازمان كان مسعود بارزاني اقدم الشهود، واقرب الفاعلين الى الخفايا، في علاقات بغداد وطهران، طوال عهود وعهود. زمان شهد النكسات المؤلمة، واللحظات الصحيحة، والشكوك العميقة مع عناد صلب ابدته العقلانية السياسية في عائلة الملا مصطفى بارزاني.
تدرك الاوساط السياسية ان الرئيس مسعود بارزاني هو حريص على ضبط التوقعات، لكنه الشخصية الوحيدة القادرة على العمل بجدية، لمنع وقوع حرب اهلية، يخشاها الجميع.
الخبراء يتحدثون عن فرصة لاطلاق حوار استراتيجي متأخر جدا، مع طهران، لا يمكن ان يقوده سوى ابرز العارفين بالعلاقات التاريخية، حيث لا احد من العقلاء يريد تحويل الايرانيين الى اعداء. ولا احد من العقلاء يوافق على تسليم العراق لايران.
تناقش الاوساط السياسية فرصة لتقود شخصية بمستوى بارزاني، حوارا تاريخيا مع الجار الشرقي، يتولى اعادة تعريف النفوذ والمصالح، وتصحيح الاختلال الثنائي. تكون مصالح ايران وحقوق الجيرة محددة ومعترفا بها. وتكون هدايا العراق الكبيرة الى ايران، محسوبة ومعلومة.
وهذا حوار غائب لكنه حاسم. فالجميع يحاور ايران الا العراق! الذي يحتاج خبرة تاريخية من طراز مسعود بارزاني لتحويل العلاقة المختلة شدا وجذبا، الى حوار يمس الحاجة الاقليمية والدولية.
مدرسة بارزاني تختصر ثوابت الحوار مع الايرانيين بنقطتين: ان التعاون على طرفي هضبة زاغروس وسهل الفراتين، هو حتمية الايام والازمان. وان الهدايا العراقية الكبيرة للطرف الشرقي، يجب ان تبقى محسوبة ومعلومة. وان عراقا فاشلا ومحترقا سيكون عبئا على ايران، منذ تخت الطاووس بعد القاجار، حتى صواريخ فيلق القدس
“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى