ثوابت بارزاني صامدة طوال 60 عاماً و شراكة مع الصدر منذ 2012 ضد تدخلات حرس الثورة

ثوابت بارزاني صامدة طوال 60 عاماً: التعايش او موت معلن للجمهورية
شروطه للانتخابات المبكرة تعزز الشراكة مع الصدر منذ 2012 ضد تدخلات حرس الثورة…….
يحاور بغداد منذ الستينيات، ويعرف عن اهلها اكثر مما تعرفه احزاب العراق اليوم عن اهل بغداد. مسعود بارزاني لا يشك في لحظة بشعار البيشمركة القديم، الديمقراطية للعراق والفيدرالية لكردستان. شعار صنعته وأنضجته القوى الوطنية يمينا ويسارا، طوال ستين عاما مضت، ولم يتغير الحال. رغم صعود الرؤساء وسقوطهم، ومجيء عهد تلو آخر.
بارزاني لا يفكر كثيرا عند حلول المحنة، فهو قد جربها مرارا، وازمات العراق متشابهة، والثوابت راسخة. ولذلك كان الاكثر مهارة بين الزعماء، في اختيار الشركاء، وفي تحديد توقيتات التوافق او الاعتراض.
وهو مع الموقف الراسخ لمسار عائلة الصدر في السياسة، حدد خياره الاحتجاجي منذ عام الفين واثني عشر، وبذر مع القوى الوطنية نواة الاحتجاج على سياسات نوري المالكي، ثم قدم دعما منقطع النظير لمحاولات الاصلاح، سواء مع حيدر العبادي او عادل عبد المهدي، وتصاعد التعاون مع حكومة ما بعد حراك تشرين، حيث محاولات مصطفى الكاظمي لاسترجاع الدولة من السلاح المنفلت، وتضحيات شباب تشرين التي كانت محل وفاء وتقدير خاص.
في هذه المحنة العراقية، لا تتغير الاشياء كثيرا، فاعتراضات بارزاني والصدر على السياسات الانفعالية التي لا تؤمن بالدولة، صمدت طوال عشرة اعوام. والخلاف في التفاصيل والتوقيتات لا يمحو المعنى الجوهري لخطط المدرسة العقلانية في استرجاع الدولة من النموذج الذي يعرقل الدولة ويقتلها بسلاح الفصائل وتبعيتها.
وضع الرئيس بارزاني شروطا لاجراء الانتخابات المبكرة، بموازاة الصدر، الشريك منذ عشرة اعوام في معارضة نهج حرس الثورة الايراني. بارزاني اشترط أن تتوفر الأرضية السياسية والقانونية. ضد اي فوضى تفتعلها الفصائل، بشروط غير شريفة اعتاد العراقيون عليها. بارزاني يريد عدم تهميش أي طرف وطني، في القرارات والسياسات خلال المرحلة الانتقالية، ومنح اهتمام للتشاور قبل اي خطوة، والاخطر هو ان يجري احترام نتائج أي انتخابات مستقبلية، لكي لا نكرر طعوناً وصلت حد التهديد، ولا نكرر التأويل الفاسد داخل بيت قاضي القضاة الخاضع لضغط حرس الثورة. وهذه شروط رجال الدولة في كل البلدان.
يختصرها مسعود بارزاني بنقطتين، الانطلاق من روح الدستور في صوغ العلاقة بين كردستان وبغداد، وجعل ذلك عنصرا ثابتا في اي مسار انتقالي، وان لا يتقاتل العراقيون مثل قبائل تخطط لابادة بعضها. الدولة فن التعايش بين اهل الارض، وعداها لن نسمع سوى وحوش الغابة ونيران البرابرة، وموت الجمهورية “.
لمشاهدة التقرير اضغط هنا