تنازلات المالكي والخزعلي امام بنادق الصدر تثير استغرابا في بغداد

تراجعات وتنازلات واغلاق مقرات، فاجأت الاوساط السياسية في بغداد. نوري المالكي وقيس الخزعلي الاكثر تشددا، يقومان باستدارة تراجعية حادة عبر رسائل سلام وعبارات ودية مرنة ولينة. والمصادر تعلق بان ذلك ناتج عن ضربات التيار الصدري التي فاقت التقديرات، الى جانب ضغط ايراني فوق العادة
زعيم التيار الصدري يبدأ صباح الخميس، بواحد من اقسى البيانات ضد عصائب اهل الحق. “وزير القائد” نشر مرافعة مليئة بالنعوت السيئة، لقيس الخزعلي زعيم عصائب الحق، وتضمن تهديدا صريحا بتصفية كل فصيله اذا هو استمر باستهداف عناصر التيار الصدري.
وعلى خلاف المتوقع، رد الخزعلي ببيان مليء بالتراجعات والتنازلات، والعبارات الودية، والدعوة للسلام، واعلن اغلاق كل مقرات العصائب، ولم يكتف بذلك بل قدم ابلاغا رسميا لدائرة شؤون الاحزاب، اعلن فيها اغلاق مقراته.
مصدر سياسي رفيع في بغداد، قال ل وان نيوز، ان هذا التحول المفاجئ في موقف الخزعلي جاء بعد ضغوط ايرانية فوق العادة، طلبت من القادة الشيعة تهدئة الصدر، الذي بدا مستعدا لفعل اي شيء، رافضا الحوار مع طهران بنحو قطعي. كما ان العصائب تلقت ضربة مؤلمة للغاية على يد مسلحي الصدر وانتجت ذعرا اثر على كل الفصائل.
السياسي اشار ايضا الى ان هذا التراجع ينطبق على نوري المالكي ايضا، اذ انه طوال حياته السياسية لم يكن معتادا على اصدار بيانات ودية، لكنه اصدر الخميس، بيانا مليئا بالدعوة للسلام وحقن الدماء، وخلا من اي عبارات لوم او تهديد، ودعا الجميع الى نسيان الماضي والتمسك بنبذ العنف وتجاهل الاشاعات.
الصالونات السياسية في العراق استغربت هذا التحول الواضح في مواقف اكثر الشخصيات تشددا في المعسكر الموالي لايران، واشارت بعض التقديرات ان خيار الحرب الذي بدأ يجربه مقتدى الصدر “جاء بمفعول واضح” لان ايران لاتريد حاليا المغامرة بالوضع العراقي، فهي بحاجة الى شيء من الاستقرار لدفع حوارها مع السعودية بوساطة العراق، وارتباط ذلك بمحادثات فيينا النووية، كما يهم طهران الحفاظ على اجواء هادئة تناسب اربعينية الامام الحسين